الدكـــروري يكتب: أخطاء يقع فيها الآباء في تربية الأبناء

 

الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين، وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، واعلموا أن هناك أخطاء كثيرة يقع فيها الآباء في تربية الأبناء ومنها هو إنعدام الاتصال بين الآباء والأبناء، حيث أن كثير من الآباء لا يدركون أهمية التواصل والحوار مع الأبناء، بل وينظرون إلى هذا الحوار وذاك التواصل على إنه ليس ذو قيمة، متناسين أن ذلك قد يؤدي إلى تفكك العلاقات بين الأسرة الواحدة، بل وإلى إنتشار البغض والحقد بين أفرادها، وقد يؤدي كذلك إلى إنعدام الثقة بين أفراد الأسرة وإنقطاع صلة الرحم في الكبر، وإن عدم وجود الأذن الصاغية للطفل في المنزل، تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السوء. 

لبحثه عن من يستمع له ويعبر عن قيمته وذاته والتنفيس عما بداخله، والإتصال هنا يحتاج إلى وعي وإدراك، فالحوار مع الكبير غير الحوار مع الصغير، والحوار مع الولد غير الحوار مع البنت، فهناك بعض الآباء يفرضون آراءهم بالقوة والقسر على أبنائهم، متناسين أن لكل جيل ثقافته وفكره وإحتياجاته، وما أجمل قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذلك ” لا تقصروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم” وكما أن من الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربية الأبناء هو عدم مراعاة الفروق الفردية، حيث إقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق الناس مختلفين في الميول والإتجاهات والأمزجة، فقال الله تعالى ” ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحده ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين ” 

ومن هنا فقد حث الإسلام على مخاطبة الناس على قدر عقولهم وعلى مقدار ما يستوعبون ويفهمون، فقال ابن مسعود رضي الله عنه ” ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ” رواه مسلم، فلإسلام قد أقر بالفروق الفردية بين الأشخاص والأفراد، وإن كان هذا الكلام ينطبق على المجتمع المسلم كله فهو كذلك ينطبق على الأسرة المسلمة، فعلى الوالدين أن يعلما أن هناك فروقا فردية بين الأبناء، فمنهم سريع الاستجابة ومنهم بطيء الإستجابة ومنهم الهادئ ومنهم كثير الحركة، فلا يعامل الأبناء كلهم معاملة واحدة ولا يخاطبون بأسلوب واحد، فقيل لأحد الحكماء أي الأولاد أحب إليك؟ فقال الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود، وكما أن من الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربية الأبناء هو عدم مراعاة المرحلة السنية للطفل. 

فعلى الوالدين أن يراعيا المراحل التي يمر بها ولدهما، فلا يعاملان ولدهما معاملة واحدة منذ أن كان في مهد الطفولة حتى يتخرج من الجامعة، بل يعاملانه في كل مرحلة بما يصلح له، ويترتب على هذه المراحل تقدير العقاب الذي يصلح للولد إذا أخطأ، فالضرب مثلا يصلح مع الصغير ويؤدبه، وقد يؤدب أحيانا بمجرد رفع الصوت عليه ونهره وتهديده، أما المراهق فمن أكثر ما يؤدبه الكلام العاطفي، كأن يقول له الأب أو الأم يا ولدي أنت قد كبرت، أو أنا قد كبرت سني وأريدك أن تكون رجلا لأزوجك وأرى أولادك قبل أن أموت ونحو ذلك، أما الكبير فقد يفيد معه الهجر أحيانا والغضب منه، ومن هنا فقد جعل الإسلام الضرب للصغير إذا تهاون في الصلاة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى