ثقافة الإلغاء .. بقلم الكاتبة: الزهرة العناق

 

في زمن استبدل فيه ميزان الحكمة بصرامة التصفية و الحسابات الشخصية، نشأت نغمة فكرية تدعى” أوصياء الطهر المطلق “

يتربصون بالعثرات كما يتربص الصياد بالسمك،ليس لإصلاح ما تكسر، بل لرجم بما يشبه العدالة و الدفع بمن لا يستحق.

ثقافة الإلغاء ليست دفاعا عن القيم و المبادئ، بل هي في كثير من وجوهها ندبة أو عاهة مستديمة تزين بثوب الفضيلة،حيث يتحول الخطأ إلى إعدام رمزي، و يمحى التاريخ لأن لحظة واحدة لم تعجب القطيع.

في هذا المناخ الملوث بغبار التعالي، تشنق الآراء على أعمدة التغريد، و تجلد النوايا بالسطر المتقطع، ولا يمنح أحد حق التعافي من زلاته.

أصبح الغضب في يومنا الحاضر سلطة و التسامح جبنا والتراجع خيانة لفكر لا يقبل أن يعاد النظر فيه.

إنهم يلغون الأشخاص لا الأقوال، كأنهم يفرغون الإنسان من إنسانيته ليملؤوه بمقاييسهم الصارمة.

لكنهم ينسون أن الأرواح التي تلغى، لا تموت، بل تعود من حيث لم يتوقعوا، أكثر حكمة، وأشد صمتا و صرامة مما كانت عليه و أصدق من كل الصخب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى