ضربة تجارية موجعة: الرسوم الأمريكية تهوي بالصادرات البريطانية لأدنى مستوياتها

شهدت الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة تراجعًا حادًا وغير مسبوق خلال شهر أبريل الماضي، في ضوء تداعيات حرب تجارية متصاعدة، ما تسبب في تسجيل أكبر انخفاض شهري منذ بدء التوثيق في عام 1997.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني أن صادرات المملكة المتحدة إلى السوق الأمريكية فقدت نحو 2 مليار جنيه إسترليني دفعة واحدة، متأثرة بتطبيق واشنطن رسومًا جمركية جديدة شملت قطاعات رئيسية، من بينها السيارات والمعادن والكيماويات.
كما تصدرت صادرات السيارات قائمة الخسائر، بتراجع قُدر بـ800 مليون جنيه، تلتها المواد الكيماوية التي انخفضت بنحو 300 مليون جنيه، ما انعكس بشكل مباشر على أداء الاقتصاد البريطاني، الذي انكمش بنسبة 0.3٪ في أبريل، وهي أكبر نسبة انكماش منذ خريف 2023.
وترجع هذه الضغوط إلى القرار الأمريكي، مطلع أبريل، بفرض تعريفة جمركية بنسبة 10٪ على جميع الصادرات البريطانية، مع رفع الرسوم إلى 25٪ على السيارات والصلب والألمنيوم، في خطوة فُسّرت بأنها جزء من تصعيد جديد في السياسات التجارية للإدارة الأمريكية.
ورغم توصل واشنطن ولندن إلى اتفاق مبدئي في مايو لتخفيف بعض هذه الرسوم، إلا أن الاتفاق لا يزال معلقًا في انتظار خطوات تنفيذية، وسط تحذيرات من استمرار تأثير هذه الأزمة على الميزان التجاري البريطاني.
كما قالت “ليز ماكوين”، مديرة الإحصاء الاقتصادي في ONS، إن “ما نشهده هو أكبر تراجع شهري للصادرات البريطانية إلى أمريكا في السجلات، ويعود بشكل مباشر إلى الرسوم الأمريكية الأخيرة”.
وبينما يأمل صناع القرار في تفعيل الاتفاق الجمركي قريبًا، لا تزال مؤشرات الاقتصاد البريطاني تُظهر آثارًا فورية لهذه الضغوط، وسط قلق متزايد من تصعيد جديد في العلاقات التجارية بين البلدين.
بقلم: أماني يحيي