التربية الإسلامية هي أهم الحقوق للطفل ..الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وإن من حقوق الطفل على أبويه كذلك حق في الحضانة والنفقة فقد أوجبت الشريعة الإسلامية للطفل على الأبوين رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه، وهو ما يُعرف بمرحلة الحضانة، وقد جعلت الشريعة الإسلامية للأم الحق في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلافات الزوجية حتى سن السابعة من العمر، التي يكون الطفل قد إجتاز فيها المرحلتين، مرحلة المهد ومرحلة الطفولة المبكرة، إذ تعتبر هاتان المرحلتان من أهم المرحل في حياة الطفل.

حيث يقرر بعدها بقاءه مع أمه أو أبيه، وتترك له حرية الإختيار بينهما، وهذا منتهى العدل والرحمة الإلهية، وبالإضافة إلى حق الطفل في الحضانة أيضا له الحق في النفقة، والنفقة تشمل الطعام والكسوة والسكن، وهذا بالإضافة أيضا إلى رعايته وجدانيا وذلك بالإحسان إليه ورحمته وملاعبته وإدخال السرور عليه وكذلك رعايته علميا وتعبديا، وهذه الرعاية من إيمان، وتعليم القراءة والكتابة، والصلاة والصيام، وأعمال البر وآداب السُنة، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية وهي حياة القلب والروح والسعادة الأبدية، وأخيرا رعايته سلوكيا واجتماعيا وذلك بتعويده على الفضائل ومكارم الأخلاق، وحسن إختيار صحبته، والدعاء له وتجنب الدعاء عليه، وكذلك إحترامه وتشجيعه على الصراحة بالحق. 

وإن التربية الإسلامية هي أهم الحقوق للطفل، وهذه الحقوق تكفل للطفل أن ينشأ في أسرة تطبق تعاليم الله تعالي، فتترسخ مبادئ الإسلام في قلبه، فينشأ محبا للإسلام مطبقا لتعاليمه، على أنه بقي واجب وحق مهم بعد هذه الحقوق، ويتمثل في التربية الإسلامية، فهي الأمل المنشود في تكوين جيل من المصلحين الذين يحملون هذا الدين إلى عامة الناس، وبالتربية يخرج العلماء والقادة، وبالتربية الصحيحة تتقدم الأمم، ولقد أولى الإسلام عناية خاصة بتربية الأطفال، والتي فطن إليها أعداؤنا فأعدوا العدة ليجهزوا على أطفالنا، فقد باتت المعركة الآن على الأطفال فهم المقصد والغاية، ولقد جند أعداؤنا كثيرا من الوسائل لهذه المعركة، ليهدروا القيم والأخلاق، والتربية في البداية هي مأخوذة من كلمة الرب. 

وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا، وفي الإصطلاح تعني إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام، ومن معاني التربية تنمية قوى الإنسان الدينية والفكرية والخلقية تنمية متسقة متوازنة، واعلموا أن التربية فريضة على الآباء، وعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام، ولكي نضمن إخراج طفل سوي لا بد من تربيته وتنشئته على الإسلام، فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية وما إلى ذلك، والتربية فريضة في حق الآباء، وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلي عنها، حيث قال تعالى ” إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى