الزهرة العناق تكتب: في دمي بركان

صرخة مسلم في زمن الغفلة،زمن غلبت فيه الأصوات المزيفة على نداءات الحق، و تراجعت فيه المبادئ أمام سطوة الأهواء، في زمن أجد في داخلي بركانا يثور كلما انتهكت حرمة هذا الدين العظيم، وكلما رأيت الغفلة تتسلل إلى قلوب كانت يومًا ترفرف بنور الإيمان.
أنا المسلم، ابن لا إله إلا الله، في دمي بركان لا يهدأ، لأن ديني ليس مجرد تقاليد توارثها، بل عقيدة زرعها الله في قلبي، و كلفني بحملها، وحمايتها، و الدفاع عنها إن طمسها الطغيان أو شوهها الجهل أو سخر منها المبطلون.
أعيش في عالم يعج بالشعارات الزائفة و المفاهيم المقلوبة. عالم يطالبني أن أتنكر لحقيقتي باسم الانفتاح، و أن أضعف أمام الباطل باسم التسامح، و أن أتنازل عن كرامة ديني كي أرضي نفوسا مريضة لا تعرف معنى الإيمان.
كيف لي أن أصمت؟
كيف لي أن أساير زيفا يلبس على الناس دينهم، ويطعن في توبتهم باسم العقل، ويهاجم قدوتهم الأولى، محمدا صلى الله عليه وسلم، باسم حرية التعبير؟أنا لا أبحث عن صراع، بل أبحث عن يقظة.
و لا أرفع صوتي كراهية، بل غيرة.و لا أهاجم الناس، بل أهاجم الغفلة التي نخرت جدران العقول حتى كادت تسرق من المسلم قلبه و روحه.
إن الغفلة ليست فقط في من أنكر الدين، بل أيضًا في من رضي به زينة شكلية، لا روح فيها و لا جهاد.في من حفظ آيات من القرآن الكريم دون أن يعقلها، و في من تزين بمظاهر الإصلاح، بينما قلبه مشغول بدنيا فانية.
بركاني لا يحرق، لكنه يضيء.هو صرخة لا تجرح، بل توقظ.هو رجفة ضمير، لا تهدأ حتى تعود القلوب لربها، و العقول لوعيها، والنفوس لعزها، من آباء و أمهات و معلمين و أساتذة و أطباء و مهندسين ….
ديني لا أقدمه اعتذارا، و لا أعيشه خجلا. إنه شرفي، و هويتي، و تاريخ أمة خطت على جبين الأرض أعظم الحضارات و أطهر الرسائل.
في دمي بركان، نعم.لكنه نار الحب لله، و النبي، و الدين.نار ترفض الذوبان في مستنقع الغفلة، و تختار أن تبقى مشتعلة حتى تنير لمن حولها درب اليقين.