محمود سعيد يكتب: غزة لا تنتظر دموعنا… بل أن نكون صادقين

 

غزة تنزف، والأنظار تتجه نحوها كلما اشتد القصف، ثم تنصرف سريعًا…

وكأنها مشهد موسمي في نشرة الأخبار.

نُحب غزة، نعم.

نحزن على شهدائها، نعم.

لكن… هل يكفي الحزن؟

هل البكاء يحرر وطنًا؟

هل مشاركة صورة شهيد تعني أننا انتصرنا له؟

غزة لا تنتظر منّا الدموع،

ولا يكفيها التعاطف.

هي تنتظر شيئًا أعمق…

أن نكون صادقين.

صادقين مع الله، مع أنفسنا، مع قضيتنا.

فلا معنى لأن ندعو لها ونحن غارقون في معاصينا،

ولا قيمة لصوتٍ يهتف “فلسطين حرة” بينما قلبه لا يعرف معنى الإيمان،

ولا جدوى من مظاهرة تنتهي بسُباتٍ طويل على وسادة اللامبالاة.

العدو لا يخشى جموعًا تهتف،

بل يخشى رجالًا يرجعون إلى الله،

يصحون من غفلتهم،

ويفهمون أن النصر لا يُؤخذ من الأمم المتحدة،

بل يُهدى من السماء، حين نستحقه.

التحرير لا يبدأ بالسلاح، بل بالنية.

ولا ينتصر من يطلب المجد من غير باب الطاعة.

قال تعالى:

﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾

فهل نصرناه؟

غزة لا تطلب المستحيل،

بل تطلب أن نصدق معها… ومع أنفسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى