المثلث الحدودي.. ورقة الدعم السريع الجديدة لتوسيع نفوذه داخل السودان وخارجه

أثار إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة “المثلث” الواقعة عند التقاء حدود السودان وليبيا وتشاد، مخاوف متزايدة بشأن تداعيات هذه الخطوة على أمن السودان والمنطقة بأكملها.
وتُعدّ منطقة المثلث واحدة من أخطر النقاط الحدودية في إفريقيا، نظرًا لما تمثله من ممر استراتيجي لعمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، إلى جانب كونها موطنًا للعديد من مناجم الذهب التي تدرّ أموالًا طائلة خارج سيطرة الدولة.
وسيطرة الدعم السريع على هذه المنطقة تتيح له تعزيز خطوط الإمداد وفتح منافذ جديدة للتمويل عبر تجارة الذهب غير الرسمية، ما يمنحه موارد اقتصادية إضافية تدعم تمدده العسكري.
كما تفتح له نافذة مباشرة للتواصل مع جماعات مسلحة عبر الحدود، الأمر الذي قد يسهم في زعزعة الاستقرار في كل من ليبيا وتشاد.
وبينما تبرر قوات الدعم السريع وجودها هناك بمزاعم “مكافحة الجريمة العابرة للحدود”، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو فرض واقع أمني موازٍ للدولة السودانية، وتثبيت وجود دائم في منطقة غنية بالموارد وضعيفة من حيث الرقابة الرسمية.
كما بات الوضع في “المثلث” يمثل تهديدًا متعدد الأبعاد، يتجاوز حدود السودان ليطال الأمن الإقليمي، وسط غياب واضح لأي رقابة دولية أو مبادرات جادة لاحتواء النفوذ المتصاعد للدعم السريع في تلك البقعة الاستراتيجية.
بقلم: أماني يحيي