سؤالهم كبيرة من كبائر الذنوب .. الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد اتقوا الله تعالى واعلموا يرحمكم الله أن ما شرعه الله لعباده غنية وكفاية، وقد أعاض الله تبارك وتعالى المسلمين عن مثل تلك الأباطيل وأنواع الأضاليل بالإقبال على الله تعالي بالدعاء والإلحاح والسؤال، فعلى من ابتلي بشيء من الأمراض أو بشيء من السحر أو نحو ذلك أن يكون إقباله على الله تعالي دعاء وتضرعا وسؤالا وإلحاحا والله عز وجل يقول كما جاء في سورة البقرة ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ” واعلموا أن إتيان السحرة وسؤالهم ضرر محض على دين الناس ودنياهم. 

فسؤالهم كبيرة من كبائر الذنوب، فسائلهم لا تقبل له صلاة أربعين يوما، وليس معنى هذا أنه لا يصلي أو يؤمر بالإعادة بعد إنقضاء الأربعين، فهذا الحديث ونحوه محمول عند أهل العلم أنه لا ثواب له في صلاته مدة الأربعين، وذلك أن الصلاة لها ثواب وإتيان السحرة كبيرة من كبائر الذنوب، فإذا تقابل ثواب الصلاة وعظم ذنب إتيان السحرة ساوى الذنب أجر الصلاة هذه المدة، فكأنها لم تقبل منه لأنه لم ينتفع بها في رفعة درجاته بل حطت من خطاياه، ومن أتاهم وصدقهم بما يزعمونه من علم الغيب والنفع والضر، فهذا كفر مخرج من الملة، ومن صدقهم معتقدا أن هذا الساحر يتلقى ممن يسترق السمع من الجن، ولم يعتقد معرفتهم الغيب وقدرتهم على ما لا يقدر عليه إلا الله، فهو على خطر عظيم، لكنه لا يكفر، والسحر أنواع متعددة. 

والصحيح أنه كله أسود فليس فيه سحر أبيض على ما يزعم بعضهم، فمنه سحر الصرف، وهو صرف المحبة إلى البغض، فيكون المحبوب زوجة أو أم أو أب أو أخ أو غير ذلك مبغضا لا يرتاح معه المصروف ولا يهنأ له بال حتى يفارقه، وسبب البغض الشك والريبة، أو إستقباح الهيئة فيراه بهيئة قبيحة على خلاف الواقع، ومن أعراض المصاب بهذا السحر هو إنقلاب حال الشخص فجأة من غير أسباب على أحبابه، وبعده عنهم، وعدم الراحة لمجالستهم ومحادثتهم، وسوء الظن بهم، ووقوع المشاكل معهم من غير سبب أو لأتفه الأسباب، ومن ذلك ربط الرجل عن امرأته، فلا يستطيع جماعها، أو عكس ذلك فتربط المرأة عن زوجها، ومنه سحر العطف وهو سحر المحبة، وهو على ضد الصرف فيتعلق المسحور بالشخص الذي عطف عليه ولا يرتاح بمفارقته.

فيكون بين الزوجين وغيرهما، وقد يستخدمه الفجار للتوصل إلى من يريدون وصاله وصالا محرما، ومن أعراض المصاب بهذا السحر هو التحول المفاجئ من عداوة شخص أو حب طبعي إلى المحبة العارمة والطاعة التامة والإنقياد للمحبوب وحسن الظن به، والرضا عنه مهما إرتكب، وتلبية مطالبه مهما كانت، وظهور التقصير في دين المعطوف وتساهل في المحرمات، ومن أنواعه ما يتسبب في مرض المسحور، في جسده أو عقله أو في كليهما، والدافع له في الغالب هو الرغبة في الإنتقام، فاللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياك الى فعل كل خير وإجتناب كل شر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى