الرحمة والرأفة: لنعلم أطفالنا بقلم العلياء العلي

الرحمة والرأفة: لنعلم أطفالنا
العلياء العلي
في زحام الحياة اليومية، قد نغفل أحياناً عن أننا لسنا وحدنا على هذه الأرض. هناك مخلوقات حية أخرى تعاني وتسعى من أجل البقاء. في الأوقات الصعبة، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، تزداد معاناة هذه الكائنات.
الحديث النبوي الشريف “في كل كبد رطبة أجر” يذكرنا بأهمية الرحمة والرأفة تجاه جميع الكائنات الحية. الإسلام يعزز فينا روح الرحمة و يحثنا على الإحسان إلى جميع المخلوقات، حيث إن سقيها و إطعامها عمل يثاب عليه.
في هذا اليوم، مع ارتفاع درجات الحرارة، ولهيب الشمس الحار، وجفاف الأنهار وتجريف النخيل والأشجار، وانعدام المساحات الخضراء في المنطقة، رأيت طائرا صغيرا ساقطًاً على الأرض يبحث عن الماء. , يتجول في كل مكان، لكنه لم يجد أي قطرة. شعرت با لأسف والتعاطف مع هذا الطائر، فقررت أن أحضر له بعض الماء.
لكن عندما عدت بالماء، وجدت الطائر الصغير ينتظرني بشغف، بينما كان الأطفال يحيطون به غير مكترثين لأمره. كانوا يلعبون حوله، غير مبالين بحالته. شعرت بأسف شديد، فقررت أن أقدم له الماء وبعده عن الأطفال.
عندما سقيته بالماء، شربه بسرعة، وبدت عليه علامات الارتياح. في تلك اللحظة، شعرت بسعادة ورضا عن نفسي.
تذكرنا هذه الحادثة الصغيرة بأهمية الرحمة والرأفة تجاه جميع الكائنات الحية. يجب علينا أن نعمل على توفير الماء والطعام والمأوى للحيوانات، و نتعاون معًا لنشر الوعي بأهمية الرحمة والعطف تجاهها.
يجب علينا أيضًا أن نتعلم كيفية توجيه الأطفال ليكونوا لطفي مع الحيوانات، و نعلمهم قيمة الرحمة والرأفة تجاه جميع الكائنات الحية.
في النهاية، يجب أن نتذكر أننا لسنا وحدنا على هذه الأرض، وأنه ينبغي علينا معاملة جميع الكائنات الحية برحمة و رأفة. علينا أن نغرس قيم الرحمة والعطف في نفوس أطفالنا، ويكتسبو الأخلاق الفاضلة وتلين قلوبهم للضعيف، بدءاً من الحيوانات الأليفة التي تعيش معنا في هذا الكون.