الدكـــروري يكتب: العشرة الطيبة والمعاملة الحسنة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وإستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أنكم غدا بين يدي الله موقوفون، وبأعمالكم مجزيون، وعلى كسبكم محاسبون، وأن المصير إلى جنة أو نار وليعاذ بالله ثم أما بعد لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، وحث عليها، ورغب فيها، فدعا إلى العشرة الطيبة والمعاملة الحسنة، كما دعا إلى لين الجانب وبذل الندى، وكفّ الأذى وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كفّ الأذى من أفضل خصال الإسلام.

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال “من سلم المسلمون من لسانه ويده” متفق عليه، وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى “أفضل المسلمين، من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى، وأداء حقوق المسلمين، والكفّ عن أعراضهم” ولقد دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه بغير حق، فقال تعالى كما جاء في سورة الأحزاب ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يتناجى إثنان دون واحد، فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن” رواه الترمذي، ونظر ابن عمر يوما إلى الكعبة فقال “ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك” رواه الترمذي. 

وعن سهل بن معاذ عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من رمى مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال” رواه أبو داود، وإن من أبواب العبادات التي لا يفطن لها بعض الصالحين هي عبادة كف الأذى عن المسلمين، فكثير من الناس يتصور أن الخير محصور في أداء الشعائر وبذل المعروف فحسب، وإن كف الأذى عن كل مسلم عبادة جليلة دل الكتاب والسنة على فضلها وعظم منزلتها، حيث قال الله تعالى ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبين ” وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله أي الإسلام أفضل ؟ قال ” من سلم المسلمون من لسانه ويده ” متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” لا يتناج اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن والله عز وجل يكره أذى المؤمن ” رواه الترمذي، ومن صور الأذى هو أن يتفكه بعض الناس في المجالس بغيبة المسلمين والسخرية بهم ويجعل ذلك مادة للضحك والفرفشة وجذب الأنظار إليه وإعتبار هذا السلوك من الظرافة وخفة الروح وهو مع تحريمه يدل على سفه العقل ونقص المروءة، وكما أن من الأذى الشائع هو أن يقف الإنسان في طريق أو مكان عام يراقب المارة ويتكلم عليهم ويضايقهم ويلمزهم ويؤذيهم بكل قبيح وقد نهى عن ذلك، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها فقال صلي الله عليه وسلم ” فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال صلي الله عليه وسلم “غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” متفق عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى