حكم الذهاب للسحرة أو الكهان أو العرافين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أبان الحق وجعل عليه دلالات يستدل بها أولو النهى، وهدى خلقه السبيل، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد ومن البلاء العظيم أن يتخلى العبد عن دينه في سبيل إيذاء الآخرين، أو في إعتقاد جلب نفع له وهو ضرر محض، وقد جاء في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” ليس منا من تطيّر أو تطيّر له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ” رواه البزار، وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” وقال الإمام النووي رحمه الله معناه أنه لا ثواب له فيها، وقال الإمام البغوي.

“العرّاف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقها، ومعرفة مكان الضالة ” وليعلم المسحور والمريض أنه مبتلى يجب عليه الصبر، والإحتساب مع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوجه إلى الله تعالى، والأخذ بالأسباب المشروعة في العلاج، من الرقية الشرعية، فربما تكلم المتلبس به فأخبره عن مكان السحر، أو ربما رأى رؤيا تدله على مكانه فيبطله، أو ربما يخبر صالحو الجن الرجل الصالح من الإنس بمكان السحر فيبطل، وهنا يلزم التنبيه على أنه لا يجوز أن تطلب المساعدة من الجن حتى ولو كانوا صالحين لأن هذا مزلق خطير لكن لو قدموها من غير طلب فلا حرج، والحجامة قد تنفع في إستخراج السحر، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى ” وإستعمال الحجامة على ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر.

من أنفع العلاج إذا استعملت على القانون الذي ينبغي” أما الذهاب للسحرة أو الكهان أو العرافين وأمثالهم من أجل الإستشفاء، أو معرفة المستقبل، أو تسليطهم على الناس فهذا إن سلم صاحبه من الكفر لم يسلم من الوقوع في كبيرة من الكبائر، وهذا يحصل كثيرا بين الأقران والمتنافسين في التجارة أو الرياضة أو ما يسمونه الفن والتمثيل، كما يحصل كثيرا بين النساء في التنافس على رجل معين، وهو سحر الصرف والعطف، ومن البلاء العظيم أيها الإخوة المؤمنون ما يندى له الجبين، ويأسى عليه صاحب القلب السليم، أن تغزو الخرافة والشعوذة أهل التوحيد في دورهم يتربى عليها أطفالهم، ويتأثر بها نساؤهم، فإن هناك قنوات فضائيات تنقل السحر، وكيفية إستخدامه، وطرق الذهاب إلى السحرة والإتصال بهم عبر مشاهد في أفلام ومسلسلات وبرامج خصصوها للسحر والكهانة.

والعرافة وقراءة الفنجان ونحو ذلك، ولكن أخي الكريم هل تؤمن بالسحر؟ وهل تعتقد أنه حقيقة؟ وهل له تأثير في حياتك؟ حيث أن كثيرا من الناس اليوم لا يعتقد بوجود السحر ولا بوقوعه، ومع كثرة الدجل والتلبيس على الناس من جانب المخادعين والدجاجلة صاروا لا يؤمنون بالغيبيات، ولا يرون صحتها إعتمادا على إدراكهم فقط للملموس والمحسوس، بل صار أفضلهم من يقول لك السحر مذكور في القرآن، ثم لا يزيد ولا يبحث في ماهيته، وكيفية الوقاية منه، والعلاج النبوي للسحر والمس وما شابههما، فيا عباد الله ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ” فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكره على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى