محمود سعيد يكتب: نقطة اللاعودة.. الشرق الأوسط على شفا انفجار شامل

 

لم يعد التصعيد بين طهران وتل أبيب مجرد مناوشات على الأطراف أو استعراضات نارية في السماء. لقد اجتاز الصراع حدوده المعتادة، وتحول إلى مواجهة مباشرة تحمل في طياتها نُذر حرب إقليمية قد تتوسع لتشمل العالم بأسره.

الضربة التي أشعلت كل شيء

بدأت الجولة الحالية من التصعيد حين نفّذت إسرائيل غارات جوية دقيقة على منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، استهدفت مواقع شديدة الحساسية في “نطنز” و”فوردو”، وأدت إلى مقتل علماء نوويين وقادة في الحرس الثوري.

إيران ترد بقوة غير مسبوقة

في أقل من 24 ساعة، جاء الرد الإيراني عبر عملية “الوعد الحق 3″، التي تميزت بتكتيك عسكري مختلف:

إطلاق 150 صاروخًا باليستيًا بعيد المدى.

هجوم بـ 100 طائرة مسيّرة.

استهداف العمق الإسرائيلي، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، وقواعد استراتيجية.ورغم اعتماد إسرائيل على أنظمتها الدفاعية، تمكنت بعض الهجمات من اختراق هذه الدرع، مُوقعة قتلى ودمار لم تشهده إسرائيل منذ عقود.

أذرع إيران تتحرك

لم تكتفِ إيران بالرد المباشر، بل حرّكت وكلاءها في المنطقة:

حزب الله كثّف قصفه من جنوب لبنان. الحوثيون استهدفوا السفن والموانئ المرتبطة بإسرائيل. الحشد الشعبي نفذ هجمات ضد القواعد الأمريكية في العراق. الصراع خرج من النطاق الثنائي، ودخل دائرة الاشتعال الإقليمي.

واشنطن.. رسائل دعم وضبط نفس

أعلنت الولايات المتحدة دعمها الكامل لإسرائيل، وسارعت بإرسال تعزيزات بحرية وجوية إلى شرق المتوسط. لكنها رغم هذا التحرك، تُبقي على نغمة دبلوماسية، مطالبة بضبط النفس، خوفًا من الدخول في مواجهة مباشرة قد تعيدها إلى مستنقع الشرق الأوسط.

موسكو تُحذّر.. وإسلام أباد على الحياد

في بيان عاجل، حذّرت الخارجية الروسية واشنطن من مغبة التدخل العسكري المباشر، مؤكدة أن أي تورط أمريكي سيزيد الأزمة اشتعالًا.

أما باكستان، ورغم التقارب المذهبي مع إيران، فإنها تسير بحذر بين إيران والسعودية، وترفض الانحياز العلني، متمسكة بموقف دبلوماسي.

اقتصاد العالم يدفع الثمن

أسعار النفط قفزت إلى 104 دولارات للبرميل.

بورصات الشرق الأوسط وإسرائيل تعاني من تذبذب حاد.

حركة الملاحة في الخليج مهددة، وأسعار التأمين وصلت لمستويات غير مسبوقة.

المخاوف من ركود عالمي جديد تتصاعد.

الكل يريد النصر.. ولا أحد يتحمل الحرب

إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

إيران ترى في المواجهة فرصة لفرض هيبتها الإقليمية.

أمريكا تحاول حماية إسرائيل دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

روسيا تترقب الفرصة لكبح النفوذ الأمريكي.

باكستان تحاول النجاة من العاصفة دون خسارة تحالفاتها.

بين شبح الحرب وضبط الأعصاب

الوضع الحالي هو أقرب ما يكون إلى “حافة الهاوية”. الجميع يتأهب، والجميع يلوّح بالقوة، لكن لا أحد يُريد أن يكون أول من يشعل الحرب الشاملة. ومع ذلك، فإن خطأً واحدًا أو ضربة غير محسوبة قد تُفجر المنطقة برمّتها.

هل تكون هذه المواجهة مجرد عاصفة مؤقتة؟ أم أننا أمام مشهد من مسرح التاريخ الكبير يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط؟ الجواب قد يُحسم في الساعات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى