عمر حمدي الكناني يكتب: إغتيال المرشد الأعليٰ في إيران .. التهديد والعواقب

منذ عدة أيام ، وبالتحديد في فجر يوم الجمعة الموافق ١٣ يونيه ٢٠٢٥م ، شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً عليٰ إيران ، في عمليةٍ أسمتها “الأسد الصاعد” ، حيث جريٰ فيها إستهداف العديد من المقرات العسكرية والمنشآت النووية بالإضافة إليٰ إغتيال بعض القادة العسكريين المهمين ، وكذلك إغتيال عدد كبير من العلماء النووين المهمين ، ووصلت حصيلة الضحايا إليٰ عشرات القتلي ومئات الجرحيٰ ..
بعد ذلك قامت إيران وبعد أن إستفاقت من صدمتها بالرد عليٰ إسرائيل في العملية التي أسمتها “الوعد الصادق ٣” ، وأطلقت المئات من الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة ، والتي إستهدفت فيها العديد من المقرات العسكرية والأماكن الإستراتيجية والإستخبارية الحساسة والكثير من مراكز الثقل الأمني الإسرائيلية بشكل عام وخلف ذلك الرد الإيراني دماراً واسعاً وكثيراً في أماكن عدة في إسرائيل ، وكذلك وصل عدد الضحايا إليٰ عشرات القتلي ومئات الجرحيٰ ..
وبالرغم من مطالبات الأمم المتحدة والعديد من الدول للطرفين بوقف إطلاق النار وضبط النفس ، وكذلك العديد من المخاوف المتعلقة بنشوب حرب عالمية ثالثة أو حدوث أزمات إقتصادية عالمية ، إلا أن القصف المتبادل ما زال مستمراً حتيٰ الآن وبوتيرة تصاعدية كذلك ..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد .. بل خرج رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو مهدداً ومحرضاً عليٰ إغتيال المرشد العام الأعليٰ في إيران علي خامنئي ، وتذرع بأن إغتيال المرشد “لن يصعد الخلاف ، بل سينهيه” ..
وقام بعدها الرئيس الأمريكي ترامب بالتصريح بأنه يعرف مكان إختباء المرشد الأعليٰ الإيراني وبأنه هدف سهل ، ولكنه صرح بأنه لن يقوم بالقضاء عليه حالياً ..
وتلك التصريحات أثارت العديد من التساؤلات حال قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بإغتيال المرشد ، وتأثير ذلك الإغتيال عليٰ الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل الآن ..
هناك أصوات تقول بأن إغتيال المرشد ليس فقط سيُحل السلام وينهي الحرب ، بل سيفكك نظام الحكم في إيران عموماً ، وسيكون ذلك نهاية الصراع الإيراني الإسرائيلي ونهاية إيران كدولة إسلامية عظميٰ مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة ..
ونريٰ عليٰ النقيض من ذلك أصوات أخريٰ تهدد وتحذر من إقدام أمريكا وإسرائيل عليٰ إغتيال خامنئي ، قائلين بأن ذلك سيدفع بالمنطقة كلها إليٰ الجحيم ، حيث سيزداد قصف إيران عدداً وقوةً ، وسيتحرك كافة وكلاء إيران في العراق واليمن ولبنان وغيرهم من الشيعة ومن محبي المرشد ، وقد يحدثون العديد من المشاكل في المنطقة ويهاجمون القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ، وسيؤدي كل ذلك إليٰ تصاعد الأمور وإشتعال الحريق في الشرق الأوسط بشكل عام ..
ونحن جميعاً في إنتظار ما ستؤول إليه الأُمور في قادم الساعات والأيام ..