إكتشاف المواهب والمتميزين من الأطفال

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وإنه ينبغي علي المربين إكتشاف المواهب والمتميزين، حيث أن الأطفال متفاوتون فى القدرات والإمكانيات، فيلاحظ المربى أثناء متابعته وجود أطفال موهوبين وذوى إمكانيات عالية ومتميزين، وهؤلاء لابد من معاملاتهم معاملة خاصة ومتابعتهم وإستغلال هذه الإمكانيات وتنمية مواهبهم سواء كانت علمية أو حركية أو فكرية أو حتى رياضية أو فنية وغير ذلك، وكما ينبغى إحتضان هذه المواهب بوضع برنامج خاص بهؤلاء فى مسارين.
أولهما هو التلقين وهو توسيع دائرة المنهج العلمى قليلا وإختصارالفترة الزمنية لهذا المنهج أى ما يدرسه الأطفال فى ثلاثة أو أربعة أعوام مثلا، يدرسه هؤلاء الموهوبين فى عامين، كما يزيد منهج حفظ القرآن بالنسبة لهم بما يراه المربى مناسبا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يضيف الى منهجهم العلمى بعض المتون للحفظ مثل متن العقيدة الواسطية أو كتاب التوحيد أو سلم الوصول فى التوحيد، وفى الحديث مثلا الأربعين النووية ونخبة الفكر أوعمدة الأحكام وفى الفقه مثلا متن زاد المستقنع وغيرها من المتون المناسبة مثل الآداب الشرعية لابن عبد البر، وذلك لأن الأطفال فى هذا السن يكونون أقدر على الحفظ والتذكر، وأيضا إستغلال هذه الإمكانيات، وإيجاد الوسائل المناسبة للإستفادة من هذه الإمكانيات، وينبغى على المربى أن لا يشعر الأطفال العاديين وغير الموهوبين.
بأن إمكانياتهم محدودة بل على العكس من ذلك يجب عليه أن يشجعهم بإستمرار ويسعى لتنمية قدراتهم، كما عليه أن لا يعلمهم بأمر الموهوبين وأنه يعاملهم معاملة خاصة، أو أنه يجلس معهم جلسات خاصة وهكذا، حتى لا تتسرب الغيرة إلى نفوس الصغار ويحدث أثر عكسى، وكذلك تعزيز الثقة لدى الطفل بإعطائه مسؤولية معقولة، وذلك من خلال إعطاء الطفل بعض المهمات التي يختارها هو دون أن نفرضها عليه، وذلك لشعوره بالقوة والثقة بالنفس والإحساس بالفخر في إنجاز ما يختاره من أعمال، وأن نبتعد عن الفكرة القائلة بأنهم لا يستطيعون ذلك، فالأطفال لم يولدوا كذلك بل لديهم قدرات مختلفة، بل عبارة ما أصعب هذا العمل استوحوها من المدرسة لذا فنبتعد عن زج الأطفال في أعمال لا معنى لها لأن هذا يدمر مبادئهم ويحرمهم من مشاعر الجدارة والتقدير.
فتقدير الذات عند الأطفال يعتبر أحد المواقع القوية للسلوك، فمعاملة الطفل بالقمع والإذلال والسخرية تعد مدمرة لذات الطفل وبالتالي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات مع الأطفال ما يسمى بالعدوانية أو الإعتداء على الآخرين بإعتبار أن ذلك يجلب له شيئا من الشهرة والذيوع وتحقيقا للذات، وإن إفتقاد الطفل للحب مع إهمال الآخرين له، وعدم إحترامهم وتقديرهم له يترتب عليه إنسحاب الطفل من المجتمع الذي يعيش فيه وشعوره بالإحباط، وينجم عن ذلك ترديه في كثير من المشكلات التي تشير إلى عدم التوافق مثل إضطراب النطق والتلعثم في الكلام والعسرة في القراءة والجنوح إلى الكذب والسرقة إلي غير ذلك، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، وأعوانهم يا رب العالمين.