غزة بلا صوت.. انقطاع الاتصالات والإنترنت يعزل السكان في عتمة الحرب

مرة تانية، ينقطع الصوت عن غزة.
شبكات الإنترنت والاتصالات الثابتة توقفت بالكامل في غزة وشمالها، بعد استهداف مباشر لمسارات التزويد وشبكات الألياف البصرية.
وأصبحت المدينة المحاصرة الآن معزولة تمامًا، لا رسائل تخرج منها ولا أخبار تدخل إليها.
وفي لحظات القصف، كان الناس يركضون بين الأزقة دون أن يعرفوا أين سقطت القذيفة التالية.
كما يحاول الأمهات تهدئة أطفالهن وسط الظلام، والهواتف صامتة، بلا إشارة، بلا اتصال، بلا أمان.
وفرق الإسعاف لا تستطيع التنسيق، الأطباء يعالجون الإصابات بـ “الحدس”، لا مكالمات ولا معلومات، فقط الارتباك والخوف.
انقطاع الاتصال هنا مش مجرد خلل تقني، هو عزل كامل لسكان تحت النار، هو محو للصورة، للصوت، للحق في الاستغاثة.
هو محاولة لإطفاء آخر شمعة في مدينة تحاول أن تصرخ منذ شهور، دون أن يسمعها أحد.
ورغم محاولات شركات الاتصالات إصلاح ما يمكن إصلاحه، إلا أن القصف المتكرر لم يترك مجالًا حتى للمهندسين.
والنتيجة؟
مدينة كاملة تُدفن في صمت إلكتروني، في عزّ الحاجة للنداء، في غزة، لا توجد رفاهية “الاتصال” بل “النجاة”، والآن، لا هذا ولا ذاك.
بقلم: أماني يحيي