محمود سعيد برغش يكتب: عندما ينهار الجدار.. من يحمل وجع الناس؟

 

لم يكن مجرد عقار انهار في حي حدائق القبة، بل هو جدار من الثقة تصدّع بين المواطن والجهات المسؤولة، وبين الكلمة الصادقة وصوت المنابر التي فقدت إنسانيتها.

في لحظة واحدة، وجدت أسرٌ نفسها في الشارع، فقدوا المسكن، والشعور بالأمان، وبعضهم فقد الأحبة. كانت الكارثة إنسانية بكل تفاصيلها، تستدعي التعاطف والمساندة والمحاسبة الصادقة.

لكن المفاجأة لم تكن في الانهيار نفسه، بل في طريقة تعامل البعض مع الحدث.

خرجت أصوات إعلامية، كان من المتوقع أن تواسي وتدعو للرحمة والعدل، لتلقي اللوم على الضحايا، وتحملهم مسؤولية ما حدث، وكأن المواطن هو من يصدر تراخيص البناء أو يغض الطرف عن التصدعات.

في المقابل، جاء موقف الدولة – ممثلًا في محافظ القاهرة – على قدر من المسؤولية، حين بادر بتوفير سكن بديل للمتضررين، وتحركت الأجهزة لتأمين المكان والتحقيق في الأسباب.

هذا التحرك الإيجابي لا ينبغي أن يحجب عنا سؤالًا جوهريًا: أين كانت الرقابة قبل الانهيار؟ ولماذا لا يُحاسب المسؤول قبل أن تُزهق الأرواح؟

إننا في هذه اللحظة لا نطلب تعويضًا فقط، بل نحتاج إلى صوت إعلامي عادل، يُنصف الضعفاء، لا أن يوجّه إليهم السهام في وقت هم فيه بأمسّ الحاجة للاحتواء.

الختام:

حين يسقط بيت، يسقط معه جزء من كرامة ساكنيه، لكن المجتمع لا يجب أن يسقط معهم. فلنقف مع الإنسان، لا ضده، ومع الحقيقة، لا مع من يُزيّفها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى