الحرية الحقيقية: بين المفهوم الصحيح والمفهوم الخاطئ العلياء العلي

الحرية الحقيقية: بين المفهوم الصحيح والمفهوم الخاطئ

العلياء العلي

تُعتبر المرأة ركيزة أساسية في المجتمعات الإنسانية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الثقافية والإجتماعية، وتساهم بشكل فعّال في بناء المجتمع.

في الوقت الحالي، أصبح مصطلح الحرية شائعًا ويستخدم في مجالات متعددة. ومع ذلك، يبدو أن بعض النساء يعتقدن أن الحرية تعني التعري وارتداء الملابس الجذابة لجذب انتباه الآخرين. وهذا الفهم خاطئ وقد ينعكس سلبًا على المجتمع.

الحرية الحقيقية لا تعني التعري أو ارتداء الملابس المثيرة، بل تعني الحق في التعبير عن الآراء والرغبة في العيش حياة حرة ومستقلة. كما تشمل الحرية الحق في الحصول على التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية.

من جهة أخرى، مع دخول الثقافات الشرقية الدخيلة على مجتمعاتنا، والتي تهدف إلى تفكيك المجتمعات العربية وإساءة إليها من خلال الانفتاح على ثقافات وشعوب العالم، تعتقد بعض النساء أن الحرية تعني التحرر من القيود، مما يؤثر على نفسيتهن بسبب مشاهدتهن لبعض المتحررات اللواتي يتبعن أسلوب حياة غير تقليدي، ويتأثرن بالثراء المادي الذي يُروج له عبر منصات مثل “تيك توك”. هذا الأمر يشجع الفتيات المراهقات على الانحراف والانحطاط الأخلاقي، وهروبهن من أسرهن، مما يعرضهن للاستغلال من قبل أصحاب النفوس الضعيفة. هذا الاعتقاد، الذي يعتبرونه معنى الحرية، هو مفهوم خاطئ يقلل من قيمة المرأة ويجعلها تُعتبر كائنًا جنسيًا فقط. ويمكن أن يؤدي هذا الفهم إلى آثار سلبية على المجتمع، مثل زيادة العنف الجنسي والتمييز ضد المرأة.

ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس أن بعض النساء قد أسأن إلى مجتمعنا وتقاليده. في بلدنا، الذي يضم تنوعًا من القوميات والأديان والمذاهب، ليس من المناسب أن يظهرن بهذا الشكل غير اللائق. هذا يمكن أن يؤثر سلبًا على نفوس المراهقات ويشجعهن على الانحراف تحت ذريعة الحرية والعدالة.

يمكن أن يؤدي هذا الفهم الخاطئ للحرية إلى آثار سلبية على المراهقات، مثل زيادة الضغط الاجتماعي والتنمر والتمييز. كما قد يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالقلق والاكتئاب.

وقد ظهر ذلك مؤخرًا في مجتمعاتنا الشرقية، حيث تواجد المراهقات في أماكن مختلفة يرتدين ملابس غير محتشمة تثير الجدل في المطاعم والمقاهي، ويتناولن الأركيلة والسجائر أمام أعين الناس دون مراعاة أو قيود تحت عنوان الحرية. إن الحرية المطلقة ليست أمرًا جيدًا في مجتمعاتنا العربية.

من الضروري أن نعمل على تعزيز الفهم الصحيح للحرية وتعليم النساء أن لها حدودًا وخطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف، لنحترم مجتمعنا ومبادئنا. نحن مجتمع شرقي عشائري عقائدي، لذا يجب أن نعمل على نشر الثقافة والتوعية للحد من مثل هذه المظاهر التي تسيء للمجتمع العربي المتحفظ. كما ينبغي أن نركز على تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالانتماء إلى مجتمع واعٍ ومسؤول عن العلاقات الاجتماعية والثقافية للفتيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى