ولاء عزت تكتب : لاتبكى ياصغيرتى

محمد دياب
أنتشر فيديو وصور لزواج أبنة أحدى الفنانين ، وقادنى الفضول للتعليقات المحاطة بالتهانى والتبريكات والأمنيات السعيدة ، وفجأة أرتجف قلبى لتعليق يائس بائس لأحدى الفتيات التى تبكى حالها ، والمستاءة من هذه الزيجات الكاملة السعيدة ، برغم أن الفتاة فى مقتبل العمر والعروس أكبر منها سنا ولكن حالهم متشابهاً ( مطلقات )
وفى ذات نفس اليوم ذهبت لزيارة أحدى الصديقات وعند مناقشتنا لأحدى الموضوعات تطرقت أبنتها لنفس التعليق تقريباً ، والتى تمر بنفس الظروف وللأسف أصبح حال فتيات كثيرات ، ولكنها هذه المرة أستائت من السعادة الكاملة للطرف الظالم ( الرجل ) ، وحينئذ أستشعرت مرارة مشاعرهم
ياصغيرتى المطلقات من الفنانين والمشاهير اللاتى يتزوجن فى سن كبير وأولادهم أيضا فى سن كبير ، ويبدأون حياتهم من جديد وكأنها أول زيجة لهم والسعادة تغمرهم ، أود أن أقول لكى لاتغرنك المظاهر ، المولى عز وجل قال فى كتابه الكريم ( إنما أمم امثالكم ) ويقصد بها الطير والدابة ، بمعنى أنهم يعيشون جماعات مثلنا ، وذكر أيضاً ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أى يوجد إختلاف بيننا نحن البشر فى الأرزاق والأخلاق والأشكال والألوان ، بمعنى أنه يوجد بيننا مجموعات نحن أيضاً ، والسعادة العارمة هذه ماأكثر من ” شو ” للعرض فقط ، الذى يسعد من قلبه فعلاً لايلجأ للإستعراض ، لأن كلاهما فاز بمحبوبه ، وخاصتا فى السن الكبير ، وسرعان ماتفشل هذه الزيجات وكلا منهما يتزوج مرة أخرى وبنفس السيناريو ، ليست هذه السعادة ياصغيرتى ، السعادة فى الإستقرار ، لاتنظرين لنفسك أنكى أصبحتى بضاعة بائرة ، لايلتفت إليها الرجال وإن إلتفت يبخسونها قيمتها .
هؤلاء يطلق عليهم أشباه الرجال ، ولهم أمم أمثالهم وياخذون أشباههم فى نهاية الأمر ، والذين يتظاهرون بزوجاتهم أمام الجميع .
هؤلاء الرجال يبخسون حق كريمة الخلق لمجرد أنها لقبت بمطلقة ويمجدون من الآخريات المطلقات أيضاً ، ولكنهن عندهن مايمحينا به هذا اللقب من مقومات مادية وإجتماعية وتجعلهن آنسات فى سن العشرين .
وأيضاً ياصغيرتى الطرف الظالم الذى تغمره السعادة ، هذا أيضا غير صحيح ، ليس كل مايلمع ذهب ، مهما تعرض الطرف الظالم لنكبات فى زيجته الثانية سيظهر دائماً العكس ، حتى يزيدك قهراً ويثبت لكى وللجميع أنكى المخطئة وأنكى من سعيتى لخراب العش الدافئ الذى تملؤه المودة والرحمة ، هؤلاء الرجال بارعون فى قلب الموازين ، ويكون أنتقامه من الأم ممتد إلى أبنائه ، وهذه النوعية من الآباء آثمون وعوقة لآبنائهم ، ولكن الله ليملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته ، لأن الله وحده يعرف القصة كاملة وماخلف الحكايات المبتورة .
ويوجد أيضاً أنواعا آخرين من الرجال ، الذين يكملون عقد نقصهم بزيجات غير متكافئة سواء بأجنبية أوبأمراة أكبر منه سنا لمالها أو … أو … ، وهذه أيضاً زيجات فاشلة .
ويوجد انواعا من الرجال يعرفون الله حق معرفة ، ولكنهم يعانون أيضاً من النساء المتحجرات ، المتجبرات ، المتعجرفات ، المعاندات ، العاشقات لرجال آخرين وهن فى كنف أزواجهن ، وأحيانا يصل الأمر لقتل الزوج .
الدين حسم هذه القضية فى نقطتين ” من يأتيكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ” ، ” فأظفر بذات الدين تربت يداك ” بمعنى أن الأساس هو الدين للطرفين ، والدين ليس بالمظاهر ، ولكن بالمعاملة ، حتى فى الفراق قال المولى عز وجل ” وعاشروهن بمعروف أوفارقوهن بإحسان “
ظهور محكمة الأسرة وإبخاس كريمات الخلق حقهم وجرائم الزنا والقتل، والسوشيال ميديا والترندات ، سببها البعد عن الدين ، والغالبية العظمى من ضعفاء النفوس يخطفون الترند على حساب الطرف الآخر إلا من رحم ربى .
وأخيراً لاتبكى ياصغيرتى إن وعد الله حق وأسمه العدل ، لايضيع حق مظلوم ، وفى النهاية لابد أن يجمعك بشبيهك ” الطيبون للطيبات ” بعد إختبار صبرك ومدى رضاكى على قضائه ، قال الله تعالى فى كتابه الكريم ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب “
وهذا كان حديثى مع صغيرتى