..صدى الكلمات.

في بحر الحياة..
بقلم خالد بركات..
ستنتهي الحياة ونحن نبحث عن الحياة في بحر الحياة، وطالما القادم بيد الله فنحن بخير دائماً..
في بحر الحياة نلتقي بكثير من الناس..
ولكن بعض الناس يحفرون في القلب مكانهم وفي العقل يتركون بصماتهم، ولكن سرعان ما يجرفنا الموج ويذهب كل منا في إتجاه….
نرحل، أو هم يرحلون، ولكن يبقى لهم في القلب مكان محفور عليه ” هنا يسكن أعز الناس..”..
وتبقى حياتنا كالأمواج تغرقنا بمراحل، وتجرفنا للأمان ببعض الأحيان، ومع هذه وتلك لم نتعلم في كل خطوة كيف ننجو بأنفسنا..
فلهذا اقول لكل صديق : لا تُغرق سفينتك..
فلتكن رحلتك في الحياة عبر سفينتك رحلة الأماني والإيمان والصداقة والمحبة والسلام..
يا صديقي..السفن لا تغرق بسبب المياه التي تحيطها من كل جانب، بل تبقى عائمة، شامخة في أعماق البحر، مهما اشتدت الرياح وتلاطمت الأمواج ولكنها تهوي وتغرق، إذا تسلل الماء
إلى داخلها، ولو قطرة بعد قطرة..
كذلك الإنسان، لن يُهزم بسبب ما يدور حوله من أزمات وأحداث، لكن السقوط يبدأ حينما يسمح لتلك الأزمات أن تتسلل إلى قلبه، حين تصبح ضغوط الحياة همومًا تثقل روحه، وحين يسمح للكلمات الجارحة أن تسكن أعماقه، يصبح أشبه بسفينة تحمل أوزانًا تفوق طاقتها..
أليس القلب هو مركز التوازن..؟؟
أليس هو مستودع الإيمان والصبر..؟؟
فلما نسمح لما يحدث خارجنا أن يغزو أعماقنا ؟؟
تساءل بهدوء مع نفسك : كم مرة سمحت لآراء الآخرين أن تهدم ما بنيت، وكم مرة جعلت مخاوفك تتسلل لتسلب منك طمأنينتك..؟؟
يا صديقي.. لا تُغرق سفينتك، كن ثابتًا بلينك
ولا تسمح للعواصف أن تغيّر جوهرك،كن قويًا بصبرك حين تتعثر خطواتك وتضيق بك الطرق
كن قويًا بحكمتك حين يستفزك الجهل، ولا تنجرف إلى مستواه، وكن قويًا بسلامك الداخلي حين يُراد لك أن تغضب وتنهار، كن دائماً قويًا بوعيك وبإيمانك حين تتكرر الخيبات..
الحياة ليست خالية من الأمواج، لكنها تهبك القدرة على الإبحار، قاوم الرياح، واستعن بالله..
وكن كالسفينة التي تدرك أن قوتها ليست في صمودها أمام البحر، بل في حفظ أعماقها نقية..
فلا تدع ما يجري حولك يطفئ نور قلبك..
ولا تترك الأحزان تغرق روحك، التجأ إلى الله..
ويبقَى هو الوحيد الموجّه، وهو الأمان..
تذكّر : كل ما يمر بك يمر، وما عند الله لا يضيع..
فلهذا لا تُغرق سفينتك باليأس، وقل : اللهم..
اليُسر والتيسير، وتيسيراً لا نخاف تعسيره..
وإنّا نسألك الرضى، وتوفيقاُ يُلازم خُطانا