هيكل الركب الحزين …من كتاب جعبة الظلام: بقلم/محمد ابراهيم الشقيفي

 

من الوهلة الأولى ، ولم يروق لى أن أخوض فى الحديث مع أقلام الركب المهلهل ، التي تجسد من غير تريث ، كيف تدار من خلف الستار كواليس المسرحية الهزلية، التي يشاهد أحداثها المؤسفة العالم المخدوع ، وكما توقعت لم نكن على أعتاب حرب عالمية ثالثة ، بل أرى العالم أجمع يغوص فى عمق صراعه الدائر ، الذي يشبه الانزلاق داخل إطار حرب أهلية مرسومة أو بالأحرى إن صح التعبير مفتعلة . حرب الصراعات السياسية وبسط النفوذ لمن يملك القوة ، من أجل الإستيلاء على الثروات الطبيعية عنوة من يد ضعيف البنية ، تحت مسمى الحماية .

 لكن الصاعقة التي أرهقت فكري ، هذا الصمت الرهيب المتواجد فى هيكل الركب الحزين ، والحراك الجنوني الضعيف الثائر من غير جدوى، والتهور المدروس من تحت ستار الجشع والطمع فى الاستيلاء على جائزة نوبل للسلام والتي تستحقها مصر جيشاً وقادة وشعبا ، خاصة بعد رؤيتها الصائبة والثاقبة ، وتحليلها السليم للمشهد السياسي المؤسف.

ورداً عقلانيا ، على السؤال الملح ، الذي شغل العقول ضيقة الفكر ، ما الدافع من وراء إدخال ترسانة الأسلحة المتطورة ، التي التحقت مثل الجندي الباسل لخدمة الجيش فى العقود الأخيرة ، ونحن نمر بتحديات اعصارية عارمة ، وبكل منطقية لولم تكن مصر قادرة على حماية نفسها ، لاستحل الخونة فى ظل هذه الظروف الحرجة ، حرمة دماء الأبرياء ، و تجرأ الأعداء على الإيقاع بنا فى فخ الاستيلاء على الأرض.

 أعتقد أن المناقشة كانت غير مجدية فى هذا الشق ، بل مجرد التفكير في حد ذاته للرد على هذه الثرثرة إضاعة للوقت والجهد ، لكن حان موعد الإفصاح عن رؤيتنا الأدبية بعد التروي ، 

والتي أري فيها أن وصف بلادي عبر السطور الناعمة، لايقل أهمية عن الدور المحوري التي تقوم به كافة المؤسسات الوطنية من أجل مساندة مصر أمام عيون تحملق غدرا ، لكنها ليست ببعيدة المرمي عن مخالب الصقر المصري.

لم يكن لدينا نسر خائن ، بل يقف على مفاتيح الخزائن أسد مهول ، فى زئيره لهجة ، ترعب كل قطيع يحاول أن يجور على حشاش أرض لا يملك نبته ارتوى ظمأ غرسها بماء النيل.

مصر شوكة السهم فى النحور ، تستطيع بفضل الله ثم بقوة سواعدها، أن تجمح أطماع العقارب التي تقطن جحور الظلام.

هذه الرسالة التي تشبه اهداب العين ،هى أبلغ رد على من يغفل دور مصر فى الشرق الأوسط، علي المجادل المتلعثم قبل أن يفصح بصعوبة عن نواياه الخبيثة ، أن يغتسل من درن جحوده المزمن وجمود فكره غير المثمرة ، ثم يدرك الحقيقة كاملة اللغة قبل أن يتكلم .

 نحن من صنعت أيدينا التاريخ ، ورسمنا خارطة الطريق ، ثم استوطن البشرية ربوع الكون وارجاء المعمورة ، فلا مجال للمزايدة ، ولا مناص من المواجهة لو لزم الأمر .

 مصر منذ مهد البدء في تنفيذ الأجندات الخارجية و إلى أن تدفن تلك الأحلام ويلقي على وجهها الثري فى اللحد ستظل فى عيون لعالم رمز السلام وعلى جبال الأرض راسخة لا تهاون .

وعودة إلى نقطة الانطلاق فلا حرب عالمية ثالثة ، كلها مصالح تحمل فى جوفها المطامع ، ومن لا يدرك تلك الحقيقة ، فلا حجة علية، ولا يأخذ قول من بين فكيه، و لا يجنح العاقل إليه ، فما يحدث هو استعراض للقوي ، ومحاولة بائسة لا تشفع لصاحبها ، المراد من ورائها أحياء ماء الوجه المندمل بالخسة والتخاذل ، أمام القضية الحقيقة التي حاولوا الهاء العالم عنها وغلق العيون وتكميم الأفواه ، لكننا أدركنا منذ أول صاروخ أصاب الأهداف غير الحيوية من غير خسائر بشرية ، أننا داخل إطار دائرة اللعب بمشاعر الأبرياء ، وأن ثمن فاتورة الهزل ،قد دفعت مقدماً من جيب من لا يدرك فهم نواميس الحياة ، و أعلن مسبقاً عن افلاس النخوة من شهامة الخجل ،وصهيل خيله هجين لا يمت بصلة إلى أصول العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى