د.مجدى ابو الخير يكتب: دادي الظالم !!!

محمد دياب
أمس، وخلال مؤتمر صحفي في لاهاي جمع بين ترامب ومارك روته، أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبعد وصلة نفاقٍ سمجة من روته لترامب يرجع إليه الفضل فيها لزيادة الإنفاق الدفاعي لدول الحلف إلى (5% بدلاً من 2%) من الناتج القومي لهم بحلول 2035م، وهو ما طالبهم به ترمب فور توليه، وإلا رفع عنهم الحماية الأمريكية حدّ تهديده وقتها بالانسحاب من الناتو، وفعلًا خضعوا له وأذعنوا صاغرين أذلاء.
المهم، وتعقيبًا له على سؤال حول حرب إس رائيل وإيران، ووضعه حدًّا لها، وإنهائها، أجاب بما يجعلك لا تدري: أتضحك منه أم تشمئنز؟! إذ شبه حالهما كحال تلميذين في مدرسة، أو طفلين يتشاجرانِ كأشد ما يكون، ثم رأى أنه من الصواب والحكمة تركهما يتقاتلان، ويفرغان غلهما وطاقتهما لدقيقتين أو ثلاث، عندئذ يتدخل الأب للفصل بينهما وبحسمٍ، عندئذ يناديه روته، ولسان حاله (قلبك قلب خسّاية)، (دادي) لإنهائه هذا الشجار.
حربٌ مدمرة، لا وزن فيها لد ماء سالت، ولا لأموالٍ أُنفقت، ولا لأحلام شعبٍ ذهبت أدراج الرياح، ولا لخوفٍ وهلعٍ ورعبٍ تملك الجميع وسيطر عليهم. ولا وزن فيها لقانونٍ، ولا لسيادة دول، ولا لردع ظالمٍ باغٍ معتدٍ دون وجه حق، ثم يخرج علينا هذا الترامب بأبوّته الظالمة، ولديه القدرة على إنهائها من فوره، وتم فعلًا بعد اثني عشر يومًا، وليس لدقيقتين أو ثلاث، إلا أنه لم يفعل، مكتفيًا بالفُرجة، إنفاذًا لرؤيته الأبوية تلك، لكنها أبوة الظلم والسادية؛ إذ لم يكتف بالفصل بينهما من فوره وحسب، وإنما أعان أحد أبنائه على الآخر، وأمدّه بما يضمن له تكسير عظام أخيه.
وبعيدًا عن ترامب، وابنيه، إس رائيل وإيران، إلا أنه لم يردع ابنه الأكبر، وكفّ يده وأذاه عن أطفال وشيوخ ونساء عزل، مستضعفين هناك في غزة، بعد أكثر من عامين على عربدته فيهم، لا لدقيقتين أو ثلاث، مع قدرته على إنهاء تلك المج زرة والمعاناة من فوره، كما حصل مع ابنيه، أم أن الأمر في غ زة شأن آخر، وأطماعٌ ومآرب أخرى لم تعُد خافية علينا، بين ابنه اللاهي الباغي وبين آخرين لا يرى فيهم هذا الأب الظالم بشرًا أصلًا، بل حيوانات، حتى تركهم له يلهو بهم كيفما أراد، ووقتما شاء، يسرق تاريخهم وأرضهم، وأحلامهم، وعمرهم.