صحيفة أوروبية: المسار الدبلوماسي هو الخيار الأفضل لإيران لتجنب ضربات إضافية

ذكرت صحيفة (لوكسمبرج تايمز) الأوروبية، في عددها الصادر اليوم /الخميس/ أن المسار الدبلوماسي يمثل الخيار الأفضل لإيران لوقف الحرب بشكل كامل ونهائي وتجنب ضربات إضافية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة – في سياق تقرير إخباري- إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قمة حلف شمال الأطلسي(الناتو) في (لاهاي) أن الولايات المتحدة وإيران ستعقدان اجتماعًا الأسبوع المقبل، مضيفة أن التصريح يأتي بعد ضربات جوية أمريكية على مواقع نووية إيرانية وسبقها إسرائيلية منذ 13 يونيو الجاري على إيران ثم وقف إطلاق نار متوتر، حيث من الضروري أن يُقيم الجانبان الدبلوماسية على حساب المزيد من التصعيد.
وقال ترامب – يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي خلال قمة الناتو -: “سنتحدث معهم الأسبوع المقبل”، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. قد نوقع اتفاقًا. لا أعلم، بالنسبة لي، لا أعتقد أن ذلك ضروري إلى هذه الدرجة”.
وتابعت أن هذه التصريحات جاءت في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، منهيًا 12 يومًا من الصراع الذي هدد بالتصعيد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا وزعزعة أسواق الطاقة ومع توقف إطلاق الصواريخ وهبوط أسعار النفط – مما أدى إلى محو معظم الزيادة التي حققتها خلال الأعمال العدائية – تحول التركيز إلى مرحلة تالية محتملة من الدبلوماسية النووية.
وقال ترامب إن الصراع “انتهى” فعليًا بعد مهمة القصف الأمريكية مع أنه حذر أيضًا: “هل يمكن أن يبدأ من جديد؟ أعتقد أنه يمكن ذلك يومًا ما. ربما يمكن أن يبدأ قريبًا”.
من جانبها، أرسلت إيران إشارات تفيد باستعدادها لاستئناف المحادثات، التي كانت جارية مع الولايات المتحدة قبل الهجوم الإسرائيلي، حيث قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء: “لقد فشل منطق الحرب – فلنعد إلى منطق الدبلوماسية”. ولم تستجب البعثة فورًا لطلبات التعليق على تلميح ترامب إلى محادثات جديدة.
وقبل هجوم إسرائيل على إيران في 13 يونيو الجاري، كان مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، قد قاد خمس جولات من المحادثات مع إيرن، سعيًا للتوصل إلى اتفاق يحل محل الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى.
وقال ويتكوف – الأربعاء – على قناة أمريكية، ردًا على سؤال حول الخطوات التالية للدبلوماسية مع إيران: “نحن متفائلون بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل. كنا متفائلين عندما بدأنا المفاوضات. لم تسر الأمور على هذا النحو تمامًا، لكننا اليوم متفائلون. المؤشرات واضحة”.. مضيفا أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع الإيرانيين وإن العديد من المحاورين يتواصلون معنا، مضيفًا أن شعوره القوي هو أنهم مستعدون.
كما نقلت الصحيفة عن راي تقية، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك قوله: “بالنسبة لإيران، لا يزال المسار الدبلوماسي منطقيًا اليوم كما كان قبل الهجوم. يبدو أن البرنامج الإيراني لم يُعطل بالكامل. قد يُغري هذا إسرائيل أو الولايات المتحدة بشن ضربات إضافية. ستُجنب العملية الدبلوماسية هذا الاحتمال”.
وتابعت أنه ليس من الواضح ما الذي يترتب على ذلك. لطالما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة محورية في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية لعقود. لكن طهران ليست في عجلة من أمرها لاستئناف العمل مع الوكالة، التي تُحمّلها مسؤولية عدم إدانة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية.
وأقر البرلمان الإيراني تشريعا من شأنه تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يتم تأمين المواقع النووية، مع العلم أن أي قرار نهائي سيتخذ على مستويات أعلى في الدولة.
بدورها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية – أمس الأول – أنه ينبغي استئناف عمليات التفتيش في إيران “في أقرب وقت ممكن” لتحديد مصير مخزونات اليورانيوم المخصب إلى مستويات 60%، وهي نسبة لا تقل كثيرًا عن نسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تحققت من تلك المخزونات آخر مرة قبل أيام قليلة من هجوم إسرائيل في 13 يونيو، وأن مكانها غير معروف الآن، مما يشير إلى أنها ربما نُقلت استباقيا من مواقع استهدفتها القنابل الأمريكية.
وقال ترامب، إن الضربات الأمريكية بقنابل خارقة للتحصينات قد قضت على بعض المخاطر الرئيسية بدفن المواد النووية للبلاد تحت “الجرانيت والخرسانة والفولاذ”.