فتاوى سياحية بلا مرجعية

محمود النشيط
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
خلال الأسبوعين الماضيين تابع الجميع الأوضاع المأساوية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط نتيجة الحرب واثرها البالغ على مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل عام، والقطاع السياحي بشكل خاص الذي تأثر بطبيعة الحال بسبب إغلاق بعض الأجواء والمطارات القريبة أو الأجواء التي تتنعدم فيها السلامة الجوية بعد أن ألغت الكثير من شركات الطيران رحلاتها إلى الدول المتصارعة مما أحدث إرباكاً في جداول الرحلات في عدة مطارات حول العالم.
في هذه الأثناء خرج بعض من المتطفلين على قطاع السياحة عبر حساباتهم واخذوا في إصدار الفتاوى حسب اجتهاداتهم الشخصية التي هي أصلاً بلا مرجعية رسمية مستغلين الفضاء المفتوح عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي للترويج لأخبار متنوعة بعيدة كل البعد عن المصداقية بل إن بعضها كان من نسج الخيال والمبالغة التي هي بعيدة كل البعد عن الواقع رغم ما فيه من مصائب حقيقية طبيعية نتيجة الوضع العام وما تخلفه الحروب.
بل اخذ بعضهم في نشر أخبار وصور مع بعض الفيديوهات التي كانت منشورة أصلاً فترة الجاحة وما شهده القطاع السياحي من تضرر بالغ على أنها مباشرة من عدة دول مما أثر بشكل مباشر على المسافرين الذين أصيب بعضهم بالهلع والخوف، بينما آخرون ألغوا سفرهم وبعضهم أجلها لحين استقرار الاوضاع وتكبد بعضهم خسائر مادية كبيرة مع العلم أن بعضهم رحلاتهم السياحية بعيدة عن دول الحرب إلا إن الإشعات والخوف من أغلاق الأجواء والمطارات كان سبباً في ذلك.
هذه التصرفات الشخصية من لا دخل لهم في قطاع السياحة لها عواقب كثيرة وأضرار في حال أنتشرت فتاواهم بين العامة وما أسرع إنتشارها في مثل هذه الأيام التي تشهد سنوياً حركة سفر سياحي كبير. حيث أن تشويه المفاهيم السياحية وتصوير الوضع بأنه في غاية الخطورة هو من الأمور السيئة جداً، وتضليل الجمهور بنشر أخبار مختلقة أو المبالغة فيها بعيداً عن الواقع له عواقب وخيمة على كل الأطراف وقد يحدث إرباك عند صناع القرار أو مقدمي الخدمات السياحية الذين يأملون في الموسم السياحي انتعاش كبير يستفيد منه الجميع.
كذلك نشر الأمور السيئة يسيئ بشكل مباشر إلى سمعة البلد ويبرزها في مواقع غير حقيقية وأنها غير آمنة في الوقت الذي تؤكد فيه الجهات الرسمية دوماً إلى الجمهور بأن استقصاء المعلومات لا يكون إلا عبر القنوات الرسمية التي هي معنية بتوصيف الواقع بما يضمن سلامة وأمن الجميع في كل الأحوال.
نتمنى ونحن نشهد عودة الحياة الآمنة إن شاء الله إلى جميع ربوع دول العالم أن يتوقف أصحاب الفتاوى المزعجين وترك المعنيين في قطاع السياحة والمعتمدين من قبل الدولة للحديث عن كل الأوضاع سواء إيجابية أو سلبية، وعلى الجمهور الإبتعاد عن نشر وترويج أو متابعة الحسابات التي تبث أخبار دون ذكر المصادر الرسمية المعتمدة والمعنية بهذه المهام أمام القانون