المدبح                 ‏ قصةقصيرة الشاعر والأديب صابر قدح

المدبح

‏ قصة صابر قدح


 

الشارع الذى كان يضج بالمارة أصبح شبه خاو .وتلك القرية التى كانت عجلة الإقتصاد تدور فى تناغم بين الإنتاج والإستهلاك ..كان الكفاف والرضا ولايوجد من ينام فيها دون عَشاء وعِشاء..

البكور كان يستنشق البركة من الصبح إذا تنفس ويملأ الأمعاء الخاوية ويستر الأبدان التى تسعى ماوسعها السعى. وتنعم ماوسعها النعيم ..الحب والدفء مظلة تحمى الأعراض من الأمراض. لم يعترى الوجوه أي شحوب أوذبول والصدور فتية تواجه أي عارض.. تسامر الراحة وهدوء البال.

‏الشارع فقد بكارته. والبيت فقد سكينته

‏والبلد ماعادت تستسيغ الأمان وتتسابق فى نبذه ودرأه

‏كثرت الديون والأمراض النفسية والعضوية فمن أين تأتى المقاومة والكل يسلم طواعية لكل خبل

‏تساءل أحمد أين إقتصادنا؟!!

وماذا الذى نفعله ويُفعل بنا ولماذا كثرت الغارمات وكثر الهرج والمرج؟!!!!

ضحك رضا ضحكة كالبكاء وأطلق صرخة مكتومة كمن يشيّع عزيز أو من يستقبل نائبة من نوائب الدهر قائلا إقتصادنا تحت الأسرة وفوق الدواليب أدخلنا عادات ماأنزل الله بها من سلطان لازم عشرين سيارة تنقل عزال العروسة الذى خرج عن الطور عُدة وعتاد فالحرب قائمة دون هوادة جارتنا أحضرت ثلاثون طقم يجب أن أحضر خمسين طقم وفى ذلك فليتنافسون ويتصارعون نحو الإسراف الذى لم يحدث فى تاريخ

:بحسبة بسيطة كام عروسة فى الشهر

‏: أكثر مائة عرس

والزيادات فى عزال كل عروسة تقريبا كم؟

‏:أزيد من خمسون ألف

‏:نجعلها فقط عشرون ألف

‏:لوضربنا مائة فى عشرون ألف سيكون الناتج مليونين من الجنيهات لونزلت السوق لدارت عجلة الإنتاج أو أنشأ بهم مصنع بدلا من العتة التى تأكل أطقم الملابس التى تحتاج عشرون سنة لاستخدامها أو النيش الذى يعيش منظرة في الشقة إلى أن تأتي عليه عوامل الزمن فيصبح ذكرى.

مدبح يفتح أبوابه فى كل وقت للسفه والتبذير فى طعام وشراب واستخدام لمقدرات القرية من طاقة ومياه وخلق حالة من النكد وتفريغ السوق من رأس ماله لحساب المظاهر وطغيان الدخان والثرثرة التى تفوق فاتورتها كل حد ومد

‏يضحك أحمد بصوت عال ويقول لصديقه

‏إنت قلبتها دراما ياعم الحاج… ارحمنا

ولع… ولع .خلى القعدة تحلى

هو عزال بنتك إمتى والعريس هايجيب كم عربية

‏ ‏ صابر قدح

‏ ‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى