عمر حمدي الكناني يكتب: لعنة العقد الثامن وإسرائيل .. ما القصة !!؟

منذ عدة أشهر ، وفي أحد خطابات أبو عبيدة – المتحدث العسكري بإسم كتائب الشهيد عز الدين القسام – وهي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية – حماس – قال تصريحاً أثار جدلاً كبيراً حينها ، وذلك حين صرح بأن زمن إنكسار الصهيونية قد بدأ وبأن لعنة العقد الثامن ستحل عليهم ..
ولكن في حقيقة الأمر لم يكن ما قاله أبو عبيدة هو أول ما يقال في هذا الشأن ، فقد قاله الكثيرون من قبله ..
منهم عليٰ سبيل المثال : إيهود باراك – رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق – في مقالة له نشرت في صحيفة يديعوت أحرونوت عام ٢٠٢٢م وحذر من أن زوال إسرائيل سيكون قبل تمام عقدها الثامن ، وصرح بأنه تاريخياً لم يكن لليهود دولة لأكثر من ٨٠ عاماً ؛ وبأنهم قد وصلوا إليٰ العقد الثامن وهم مهووسون بتجاهل تحذيرات التلمود ..
وأشار الكثير إليٰ موضوع تلك اللعنة من داخل إسرائيل نفسها ؛ من ضمنهم : إسحاق هيرتزوغ ، بنيامين نتنياهو ، رؤوفين ريڤلين ، أبراهام بورغ ، نافتالي بينيت ، أفيغدور ليبرمان ؛ وغيرهم الكثير من الخبراء والسياسيين والمحللين الصهاينة ..
وعموماً .. فإن لعنة العقد الثامن تعني عدم إكمال أي دولة لليهود لثمانية عقود كاملة ، وهذا ما حدث مع دولتيهم السابقتين ، وهما مملكة إسرائيل الأوليٰ ، والثانية هي مملكة الحشمونائيم ، وكلتاهما لم تتجاوز ٨٠ عاماً ..
وبالتالي فإننا نريٰ الكثير من اليهود يتظاهرون الآن ومنذ مدة طويلة ضد بقاء دولة إسرائيل ، بل يقولون بأن اليهود طبقاً للتلمود لا يجب أن يكون لديهم دولة ، وبأنهم قد كتب عليهم الشتات ، ومن ضمنهم حركة “حراس المدينة” ..
ويستندون عليٰ أن التوراة نصت عليٰ ثلاثة مبادئ رئيسية ، وهي :-
١- أن لا يكون لليهود أي سيادة في أي بقعة من بقاع الأرض ..
٢- أن لا يعود اليهود إليٰ أرض الميعاد كشعب واحد وبأعداد كبيرة ..
٣- أن اليهود قد كتب عليهم الشتات في بقاع الأرض حتيٰ يوم القيامة ..
والدولة اليهودية الثالثة الآن هي دولة إسرائيل التي تأسست عام ١٩٤٨م عليٰ أرض فلسطين ، أي أنها إقتربت من الوصول إليٰ العقد الثامن ..
ويري الكثير من الخبراء والمحللين أن دولة إسرائيل عليٰ شفا الإنهيار ، وخصوصاً بعد تزايد الإنقسامات الداخلية التي لم تعد خافية عليٰ أحد ، بالإضافة إليٰ أن جيشها أصبح منهكاً ومحطماً ، وخصوصاً بعد حروبة المتعددة الجبهات ، وكذلك الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي أصابتها بعد تلك الحروب ، وأيضاً إستفاقة الكثير من الشعوب العربية والإسلامية بل وغيرهما ضد تلك الدولة ، مما جعلها في شبه عزلة عالمية ، وكذلك نزوح الكثيرين من الإسرائيليين منها والهجرة العكسية المتزايدة ، بالإضافة إليٰ تفشي الفساد فيها ؛ وأديٰ كل ذلك إليٰ أن الدولة أصبحت من الداخل أوهن من بيت العنكبوت ..
وختاماً .. فإن لعنة العقد الثامن هي لعنة تثير التشاؤم بين الإسرائيليين أنفسهم ؛ ولقد أضحت فكرة زوال دولتهم كابوساً يؤرق أيامهم ولياليهم ..
فهل إقترب الزوال ودنا عمر إسرائيل !؟
هذا ما سنراه في الأعوام المقبلة ..!