فايننشيال تايمز: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل “هش”

أكدت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية أنه يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يركز على الجهود الدبلوماسية إذا أراد السلام الدائم في الشرق الأوسط، فالهدنة الأخيرة التي توصل إليها في المنطقة “هشة للغاية” وتتطلب الأزمة حلا مستداما عبر المفاوضات.
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته اليوم، أنه إذا أراد ترامب أن يدوم وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، فعليه أن يكون مستعدا للضغط على الطرفين، وأن يركز على الجهود الدبلوماسية لضمان حل مستدام للأزمة النووية، كما يجب عليه أن يحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الحرب في قطاع غزة إذا أراد أن تعود المنطقة إلى ما يشبه الاستقرار.
وقالت الصحيفة إنه بعد عودته إلى البيت الأبيض واعدا بإنهاء الصراعات في العالم، نجح ترامب أخيرا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وبعد أن أخفق الرئيس الأمريكي في مساعيه لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، وسمح لإسرائيل بخرق الهدنة التي أوقفت الصراع في غزة، نجح في التوسط لإنهاء هجوم إسرائيل على إيران.
وأضافت أن جهود ترامب لوقف حرب هددت بالامتداد عبر الحدود وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية كانت خطوة مُرحبا بها، وإن كانت متأخرة. فقد رضخ في النهاية لقرار نتنياهو بشن الحرب في المقام الأول، ثم انضم إليها لفترة وجيزة ولكن بقوة. ومع ذلك، رأت الصحيفة أن هذه الهدنة هشة للغاية.
وبحسب الفايننشيال تايمز، يزعم نتنياهو أن أهداف حربه قد تحققت. لكن هدفه الرئيسي، وهو تدمير البرنامج النووي الإيراني الشامل، قد لا يتحقق إلا جزئيا، مما يؤكد حماقة حرب ما كان ينبغي له أن يبدأها. وخلص تقرير استخباراتي أمريكي مؤقت إلى أن البرنامج ربما يكون قد تأخر لأشهر فقط ، حتى بعد أن أمر ترامب الجيش الأمريكي باستخدام قنابل ضخمة خارقة للتحصينات لضرب منشآت التخصيب الرئيسية في إيران. علاوة على ذلك، لا يُعرف مكان مخزون إيران البالغ 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بما يقارب درجة الأسلحة.
وقالت الصحيفة إن الخطر يكمن في أن يدفع الهجوم الإسرائيلي البرنامج النووي الإيراني إلى مزيد من السرية، ويُقنع قادة إيران بضرورة التسلح لاستعادة قوتهم الرادعة. ويتمثل خطر آخر في أن تشن إسرائيل، بثقة مفرطة ودون ضوابط، هجوما منفردا إذا شعرت بما تصفه ب”التهديد”، كما فعلت بشكل شبه يومي ضد حزب الله في لبنان ، رغم موافقتهما على وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في نوفمبر الماضي.
ورأت الصحيفة أن الكثير سيعتمد الآن على ترامب. ويمكن إرجاع جذور الأزمة إلى قراره المشؤوم خلال ولايته الأولى بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية. وقد بدأ ترامب ولايته الثانية متعهدا بإحلال السلام في الشرق الأوسط. لكنه أطلق العنان لنتنياهو لمواصلة هجوم إسرائيل المدمر على غزة، ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما شن الهجوم على إيران.
وفي ختام افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أنه اذا رغب ترامب في استدامة وقف إطلاق النار، فعليه أن يكون مستعدا للضغط على الطرفين، والتركيز على الجهود الدبلوماسية لضمان حل مستدام للأزمة النووية. وعندها يمكن أن تتراجع إيران عن قرارها بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتجنب السعي لامتلاك القنبلة النووية، وأن ترى أن التوصل إلى اتفاق بوساطة ترامب هو أفضل سبيل لها للمضي قدما بدلا من أن تصبح دولة منبوذة.