حادث الطريق الإقليمي.. جريمة إهمال لا يجب أن تمر

 بقلم: محمود سعيد برغش

 

ما حدث أمس على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لم يكن مجرد حادث مروري عابر، بل هو فاجعة إنسانية بكل المقاييس، تُجسد بوضوح حجم الإهمال القاتل في ملف الطرق والبنية التحتية بمصر، وتُظهر – مرة أخرى – أن أرواح البسطاء لا تزال تُزهق دون أن يتحرك ضمير المسؤولين.

حادث تصادم مروع بين ميكروباص يحمل عمال وردية في طريقهم إلى مدينة السادات، وشاحنة نقل ضخمة، أسفر عن وفاة 17 مواطنًا على الأقل وإصابة آخرين. الحادث وقع على طريق معروف بسوء حالته وافتقاده لأدنى شروط الأمان والسلامة، ما يجعله “فخ موت” مفتوحًا في وجه كل من يسلكه.

من المسؤول؟

هل سنكتفي هذه المرة – كما في كل مرة – ببيان مقتضب من وزارة الصحة أو الداخلية؟

أين دور وزارة النقل؟ أين الرقابة على الشاحنات الثقيلة؟ أين تطوير البنية التحتية؟

بل الأهم: أين المحاسبة؟

هذه ليست المرة الأولى

الطريق الإقليمي سجل عشرات الحوادث في السنوات الأخيرة، دون تدخل حقيقي، وكأن الضحايا مجرد أرقام.

الإهمال لا يتجدد، بل يتراكم، حتى تحوّل إلى نظام خفيّ يُهدر الأرواح ويمضي دون مساءلة.

ماذا نطالب؟

تحقيق فوري ومستقل في أسباب الحادث.

نشر نتائج التحقيق على الرأي العام.

محاسبة كل مسؤول عن التقصير، مهما كان موقعه.

تطوير شامل للطريق الإقليمي وفرض رقابة مرورية صارمة.

تعويض عاجل وعادل لأسر الضحايا.

إننا أمام كارثة كان يمكن تفاديها، لكننا نعيش في واقع يغيب فيه التخطيط ويغيب معه الضمير.

ما حدث بالأمس لا يجب أن يُنسى، ولا أن يُمرر كخبر في نشرة، بل يجب أن يكون بداية لمواجهة حقيقية مع الإهمال المزمن.

رحم الله من رحلوا، وألهم ذويهم الصبر.

لكن الرحمة وحدها لا تكفي… فـ”القصاص العادل” يبدأ من محاسبة المسؤول الحقيقي عن هذا الدم الذي سال على الأسفلت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى