د.مجدى ابو الخير يكتب: حاوريني يا كيكي !!!

محمد دياب
لفّ ودوران في كل شيء، في التعليم والصحة والشباب والرياضة والمحليات والخدمات، والرواتب، والغلاء، وجرائم الشارع، وتفشي البلطجة والمحسوبية، وانهيار المنظومة القيمية، وغياب الأمن في الشوارع، وآخرها وأولها طرق الموت، غياب الرقابة والمتابعة، والقانون الرادع والمحاسبة، إلى آخره مما لا يخفى علينا جميعًا، ونكتوي من ناره ليل نهار.
لفّ ودوران في كل شيء رُغم أن المشكلات كارثية، ظاهرة لا باطنة، أسبابها ومعطياتها الكارثية معلومة معلنة ومزمنة، ونتائجها الكارثية المفجعة مكررة. نصحو كلّ يومٍ ونبيتُ على كارثةٍ هي أشدّ قسوةً وفداحةً ووجعًا من أختها، سابقةٍ عليها. لفّ ودوران في كل شيء، رُغم أن الحلول أيضًا معلومة وممكنة، وغير مكلفة.
المسئولون في بلدنا غير مسئولين، بل آمنون مطمئنون آكلون شاربون لاهون مدّلعون، لشهاداتهم مزورون، للحوادث لا يأبهون، ولا يُعيرون لها أذنًا ولا عينًا، على الأرائك في التكييف إليها ربما ينظرون وغالبًا لا ينظرون. المسئولون في بلدنا هم وأولادهم في النعيم، تعليمًا وصحةً ومالًا وملذّاتٍ، يتقلّبون. فهل لمثلنا يتنبّهون؟! هيهات هيهات لما تُوعدون. لقد أسمعتَ إن أسمعتَ حيًّا ولكن لا حياة لمَن تنادي.
لكن، ستطاردكم، واقعًا ماديًّا، لعنةُ تلك الرجالات العفيفات البريئات الشهيدات، وغيرهن، في صحوكم قبل منامكم، في أموالكم وأولادكم، وكلّ عزيزٍ عليكم، فبأي ذنبٍ قُتلن؟! وبأي ذنبٍ نُقتل نحن كلّ يوم؟! وما كان ربّك نسيًّا. ستطاردكم تلك اللعنة في نفورنا منكم، وإعراضنا عنكم.
فلترقدن بسلامٍ، وفي سلامٍ، تلُفّكُنّ دعواتُنا، ورحماتُ الحنّان المنّان الرحمن، ولنا ولأهليكم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.