فيينا تحتضن مؤتمر الكيانات المصرية في أوروبا

في مشهد استثنائي يجسد عمق الانتماء الوطني وتكامل الأدوار بين الداخل والخارج، شهدت العاصمة النمساوية فيينا انطلاق فعاليات مؤتمر الكيانات المصرية في أوروبا، وسط حضور دبلوماسي رفيع ومشاركة واسعة من أبناء الجاليات المصرية من النمسا ودول أوروبا المجاورة.
وقد شارك في افتتاح المؤتمر السفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى جانب القنصل العام محمد البحيري، والأستاذ مصطفى رجب، رئيس اتحاد كيانات المصريين في أوروبا، والأستاذ سمير علي رئيس النادي المصري و الأستاذ سامي أبو ضيف رئيس الاتحاد العام للمصريين فيينا النمسا وبمشاركة لفيف من ممثلي الكيانات والجمعيات المصرية الفاعلة في أوروبا.
يهدف المؤتمر إلى بناء منصة تنسيقية فاعلة تجمع المصريين في المهجر تحت مظلة واحدة، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجههم وتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التواصل مع مؤسسات الدولة، إلى جانب العمل على توحيد الجهود في مجالات التعليم، والخدمات القنصلية، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتوسيع آفاق الاستثمار والتعاون مع الداخل المصري.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير محمد نصر أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بأبنائها في الخارج، واصفًا الكيانات المصرية في أوروبا بأنها شركاء استراتيجيون في صياغة صورة مصر الحديثة في العالم .
وقال السفير نصر أنتم الامتداد الطبيعي للوطن في الخارج، وسفراؤه غير الرسميين في كل محفل. مسؤوليتنا المشتركة أن نُحسن التعبير عن مصر، وأن نكون صورة مشرفة لقيمها وحضارتها.
وأضاف أن السفارة المصرية في فيينا ستظل دومًا بيتًا لكل مصري، مؤكدًا التزامها بتقديم الدعم الكامل للمبادرات التي تعزز من وحدة الصف والهوية المصرية.
ونقل السفير خلال كلمته تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعام الهجري الجديد، وتحيات وزير الخارجية ووزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، متمنيًا للمؤتمر التوفيق والخروج بنتائج ملموسة تسهم في تمكين الجاليات المصرية من أداء دورها الوطني.
كما أشار إلى عدد من المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لدعم أبنائها في الخارج، مؤكدًا حرص القيادة السياسية على تفعيل آليات التواصل وتمكين المصريين بالخارج من الإسهام الفعّال في جهود التنمية.
من جانبه، أعرب الأستاذ مصطفى رجب، رئيس اتحاد كيانات المصريين في أوروبا، عن سعادته بانعقاد المؤتمر في فيينا، مشيدًا بروح التكاتف الوطني بين أبناء الجالية، ومؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب تفعيل التنسيق بين الكيانات والعمل في إطار منظم يخدم مصالح الجالية ويرفع صوتها في المحافل الدولية. كما شددعلى أهمية هذا اللقاء، الذي يُعد الأول من نوعه في النمسا ويكون بهذا الزخم والتنوع، مضيفًا أن هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية، بل محطة انطلاق نحو بناء كيان موحد، يعكس تطلعات المصريين في أوروبا، ويعزز التنسيق بين الكيانات لتكون أكثر فاعلية وتأثيرًا.
وأكد رجب أن ما نشهده اليوم هو بداية جديدة لمسار وطني حقيقي… نعمل على صياغته بإرادة جماعية من أجل مصر، ومن أجل أجيالنا القادمة في الخارج.
وأشار إلى أن الاتحاد يسعى لتكوين رؤية موحدة تعزز حضور المصريين في أوروبا، وتفتح المجال لتأسيس آليات تواصل دائمة مع مؤسسات الدولة، لاسيما في ظل التحولات الدولية التي تفرض أدوارًا جديدة للجاليات المؤثرة.
واختُتمت أعمال المؤتمر بجلسات نقاش مفتوحة خرجت بعدد من التوصيات، أبرزها ضرورة تأسيس كيان تنسيقي دائم للكيانات المصرية في أوروبا، وتعزيز البرامج التعليمية والثقافية لأبناء الجاليات، وتطوير قنوات الدعم القنصلي، إلى جانب إطلاق حملات لتعزيز الصورة الإيجابية لمصر في الإعلام الأوروبي.
ويعد هذا المؤتمر خطوة نوعية على طريق توحيد جهود الجاليات المصرية في المهجر، وتجسيدًا عمليًا لرؤية الدولة في بناء جسور الثقة والتكامل مع أبنائها في الخارج.