المرء مع من أحب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد جاء في الصحيحين عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة قال ” وماذا أعدت لها ” قال ما أعدت لها كثير عمل إلا أنني أحب الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم “المرء مع من أحب” يقول أنس فما فرحنا بشي كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم “المرء مع من أحب” ثم قال وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجوا الله أن أحشر معهم.
وإن لم أعمل بمثل أعمالهم، ولكن السؤال هل أنت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فتنعم بهذه الكلمة ” المرء مع من أحب أم لا؟ فقبل التسرع في الإجابة ينبغي أن تسأل عن علامات المحبة، ما هي العلامات التي تنبغي أن تكون فيّ حتى أكون محب للنبي صلى الله عليه وسلم حقا لا إدعاء ؟ فالجواب أن هذه العلامات كثيرة ولكن سأذكر بعضها ولكن قبل أن أذكرها ينبغي أن تعلم أن هذه العلامات ليست لأحكم عليك أو لتحكم أنت على وإنما ليحكم كل منا على نفسه ويطالب بها نفسه فكلنا يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن من الصادق منا ومن الكاذب ؟ نسأل الله أن نكون من الصادقين، فالعلامة الأولى طاعته فيما أمر والإنتهاء عما نهى عنه وزجر، حيث قال تعالى ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”
وفى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” فعلامة المحبة أن تطيع أمره وتجتنب نهيه، وها أنا أذكر لك بعض الأوامر لتطالب نفسك أيها المحب لله ورسوله بفعل هذه الأوامر التي أمرك بها الله عز وجل وأمرك بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمرك حبيبك بأن تغض بصرك فلا تنظر إلى المتبرجات ولا إلى المسلسلات والأفلام فهل نفذت ما أمرك به حبيبك أيها المحب ؟ وأمرك أيتها المحبة بالحجاب فهل إرتديته ؟ وأمرنا أن نترك الغيبة والنميمة فهل تركتها ؟ وأمرنا ببر الوالدين وصله الرحم والإحسان إلى الجار، وأمرنا أمرا مهما وهو صلاة الفجر فهل تؤديها في وقتها أيها المحب وأنت أيتها المحبة.
والعلامة الثانية الغيرة حيث أن أي محب يغار على محبوبه وله، فينبغي أيها المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أن تغار إذا إنتهكت حرمات الله، وانظر إلى اليهود حين إستولوا على القدس في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون ميلادي، وعبروا عن فرحهم وخرجوا في مظاهرات عارمة وصاحوا قائلين محمد مات مات خلف بنات، وإن هذه الكلمات ينبغي أن تفجر في قلب كل محب لهذا الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم نار الغيرة عليه وله ليقوم ويصرخ ويقول لهؤلاء الكلاب الغاصبين المحتلين بأن محمد لم يمت ولم يخلف بنات، بل خلف وراءه رجالا يحملون هم هذا الدين ويضحون من أجله بالغالي والنفيس، ولكن مجرد صرختك لن تصل إلى هؤلاء الكلاب اليهود وإنما يصل إليهم فعلك.