هبوط الطريق الإقليمي.. فضيحة هندسية أم جريمة مكتملة الأركان؟ بقلم: محمود سعيد برغش

 

ثماني سنوات فقط مرّت على افتتاح الطريق الإقليمي، أحد أهم مشروعات البنية التحتية في مصر، وإذا به ينهار فجأة، مخلفًا وراءه صدمة، وغضبًا، وأسئلة بلا إجابة:

كيف ينهار طريق حديث؟ ولماذا؟ ومن استلمه؟ وأين ذهبت أموال الشعب؟

هذا الهبوط الأرضي الخطير لا يمكن تسميته بـ”خلل فني” أو “حادث عرضي”، بل هو وصمة عار في جبين من صمت ووقّع وأهدر المال العام. الطريق الذي كان يُفترض أن يستمر لعقود، تصدّع في أقل من عشر سنوات… فهل ننتظر المزيد من الانهيارات والموت المجاني؟

العيب ليس في الأسفلت فقط، بل في الضمائر الميتة التي وقّعت على الاستلام، وغضّت الطرف عن عيوب التنفيذ، وأهدرت ملايين الجنيهات.

نريد لجنة تحقيق مستقلة تُعلِن على الشعب:

من المقاول المنفذ؟

من الجهة التي أشرفت على التنفيذ؟

من وقّع على تقرير السلامة؟

لماذا لم تُرصد الانهيارات مبكرًا؟

وهل هناك شبهات فساد مالي أو إداري؟

إنها أموالنا… وأرواحنا… وطرقنا… وليست ملكًا خاصًا لأحد.

كفى صمتًا، وكفى تحميل السائقين كل الجرائم، وكفى دفن الحقيقة تحت طبقات الأسفلت.

الشعب يريد محاسبة المسؤولين الحقيقيين، لا البحث عن كبش فداء.

فدماء الأبرياء التي سالت على هذا الطريق لن تجف إلا إذا تَحقَّق العدل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى