الدكتور علي عبدالحكيم الطحاوي : ثورة 30 يونيو .. توحيد الشعب والجيش وحكمة القائد

محمد دياب
تأتي ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو لتذكرنا بذلك اليوم الفاصل في تاريخ مصر الحديث والمعاصر حين خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والساحات لا يحملون سوى علم مصر وإرادتهم الحرة وأملهم في استعادة الوطن، وإعادة بوصلة الدولة نحو الاستقرار والبناء .

كانت ثورة 30 يونيو 2013 لحظة حاسمة صنعت التاريخ وعبرت عن وعي الشعب المصري العميق بحقيقة ما يجري على أرضه ورفضه لحكم فاشل في التعبير عن تطلعاته، واستغل الديمقراطية وسيلة للوصول للحكم ، ثم حاول مصادرتها لحساب جماعة لا تؤمن بالدولة الوطنية .

لذلك خرج المصريون في مشهد تاريخي غير مسبوق لم تخرجه قوى سياسية ولم تخطط له أحزاب أو تيارات بل صنعته الكتلة الصلبة للشعب المصري وحب الوطن، تلك التي تشكل العمود الفقري للدولة في كل لحظات المصير وكانت الرسالة واضحة ” مصر لا تختطف ولن تكون رهينة لأيديولوجيا، أو أداة في مشروع عابر للحدود ” .

وأيضا لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد انتفاضة شعبية بل كانت بداية لتحول تاريخي قادته إرادة الشعب واحتضنته المؤسسة العسكرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك الذي جسد اللحظة الوطنية الفاصلة التي أنقذت مصر من الانزلاق إلى مصير مجهول .
وأرى دور الجيش المصري الحاسم في حماية الإرادة الشعبية .
قد وقف فى لحظة عصيبة بجانب الشعب لان مصر كانت على حافة الانهيار لذلك تحركت القوات المسلحة لا لتكون طرفًا في الصراع السياسي بل لتكون الحارس الأمين لوحدة الدولة وهويتها عندما ألقى الفريق أول عبدالفتاح السيسي بيان 3 يوليو 2013، كان ذلك استجابة واضحة لمطالب ملايين المصريين في الشوارع و تصحيحًا لمسار ثورة يناير واستعادة للدولة وذلك بدعم القوات المسلحة التي انحازت -كعادتها- لإرادة الشعب لا لإرادة الحاكم .
وأرى إن ما تحقق منذ 30 يونيو وحتى اليوم لم يكن ممكنًا لولا لحظة الصدق تلك التي جمع فيها الشعب والجيش على كلمة واحدة “مصر أولًا” فقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي المسيرة بكل حسم، مدعومًا بمؤسسة عسكرية وطنية.
و منذ ذلك التاريخ الرئيس عبدالفتاح السيسي هو قائد مرحلة الإنقاذ والبناء ورمز للإنقاذ الوطني وبعدها قائد للدولة الحديثة بعد انتخابه بإرادة شعبية واسعة في 2014 .

ومن أبرز ما يميز دور الرئيس السيسي في أعقاب الثورة هو المزج بين الحسم السياسي والبعد الاستراتيجي في إعادة بناء الدولة .
لذلك لم يكتف بإخراج البلاد من الأزمة السياسية ، بل إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتثبيت أركانها بعد سنوات من التآكل والاختراق ، وقام بمحاربة الإرهاب خصوصًا في شمال سيناء بدعم القوات المسلحة لتأمين الوطن .
وقام بإعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وإعادة مصر لمكانتها كدولة محورية واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي وتوثيق التعاون على المستوى العربي والدولي والمشاركة الفاعلة في الأزمات الجيوسياسية الإقليميةرغم التحديات والصعوبات .
وإن ما تحقق منذ الثورة يؤكد أن الشعب المصري تحرك من أجل مستقبل أفضل لأبناء مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعمة لرؤية 2030 للتنمية المستدامة وتحقيق نمو اقتصادي مستقر .

ومن هنا يسعدنى أن أبعث بأصدق آيات التهانى للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وللشعب المصري أبناء الوطن بحلول الذكرى الثانية عشر لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التى شكلت نقطة التحول فى التاريخ الحضارى لأمتنا المصرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى