حين يُصبح الصمت خيانة ويُتهم الصوت الحر بالعداء.. بقلم الكاتب/ محمود سعيد برغش

 

من المؤسف أن يتحوّل صوت الحق في زمننا إلى تهمة، وأن يُنظر إلى النقد كخيانة، بينما الحقيقة أن أخطر ما يهدد الأوطان ليس المعارض الصادق، بل الصامت الجبان.

نحن لا ننتقد حبًا في الهدم، ولا نتكلم من أجل لفت الانتباه، بل لأن الصمت في حضرة الفساد جريمة، والسكوت عن الإهمال هو طعنة في خاصرة الوطن. من واجبنا أن نرفع أصواتنا ضد التقصير، أن نكشف الغطاء عن مواطن الفشل، أن نقول: هنا خلل.. وهناك ضحية!

من الخطأ الجسيم أن يُختزل الوطن في شخص، أو في منصب، أو في وزير. فالوطن أوسع من الكرسي، وأعمق من المصلحة، وأبقى من كل مسؤول. النقد البناء هو صمام الأمان لأي دولة، وهو الدليل على وجود حياة صحفية واعية، ومجتمع لا يقبل أن يكون قطيعًا يُساق.

لسنا ضد الدولة، بل نحن معها، حين نُسائل من أضرّها، ونُطالب بمحاسبة من خان الأمانة.

نحن لا نُجامل ولا نُلمّع، بل نُحاول أن نُعيد البوصلة إلى وجهتها الصحيحة، لأن الوطن يستحق الأفضل، ولا يليق به إلا الصدق.

فكفّوا عن اتهام الناقد بالخيانة، وابدؤوا بمحاسبة من جعل النقد ضرورة. ولا تنسوا أن الخوف لا يصنع أوطانًا، وأن الكلمة الحرة أقوى من ألف منصب هشّ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى