لبنان يقترب من لحظة الحسم.. هل آن أوان إنهاء ملف سلاح حزب الله؟
يواجه لبنان مرحلة حاسمة مع تصاعد الضغوط الدولية المطالبة بحل ملف سلاح حزب الله، في وقت تتزايد فيه الدعوات الداخلية لوضع حد لوجود السلاح خارج إطار الدولة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، تلقّت الحكومة اللبنانية مؤخرًا مقترحًا أمريكيًا يتضمن خطة مفصّلة لنزع سلاح حزب الله بشكل تدريجي، مقابل وقف الضربات الإسرائيلية على الجنوب، وتقديم دعم اقتصادي عاجل للبنان، بالإضافة إلى حوافز تتعلق بإعادة إعمار المناطق المتضررة.
كما تشمل الخطة المطروحة انسحابًا إسرائيليًا مشروطًا من المناطق الحدودية، مع وضع آلية دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، فيما أبدت الحكومة اللبنانية انفتاحها لمناقشة المبادرة بشرط أن تتم وفق توافق داخلي يحفظ استقرار البلاد.
وفي المقابل، يتمسك حزب الله بموقفه الرافض لأي تحركات قد تمسّ بما يسميه “حق المقاومة”، مشترطًا انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية كخطوة أولى قبل الحديث عن أي ترتيبات تخص سلاحه.
وتشير تقارير أمنية إلى أن الجيش اللبناني أحرز تقدمًا ميدانيًا في تفكيك بعض مخازن السلاح جنوب الليطاني خلال الأشهر الأخيرة، بدعم من قوات “اليونيفيل”، في إطار مساعٍ لضبط الوضع الأمني في الجنوب.
فيما تتباين المواقف السياسية داخل لبنان حول توقيت وجدوى مناقشة هذا الملف، حيث تعتبر بعض القوى أن نزع سلاح حزب الله أصبح ضرورة لإنقاذ البلاد من أزماتها الاقتصادية والأمنية، بينما ترى أطراف أخرى أن إثارة الملف في هذا التوقيت قد تدفع البلاد نحو مواجهة داخلية غير محسوبة.
الملف لا يزال قيد التفاوض، لكن الأوساط السياسية تؤكد أن لبنان بات أقرب من أي وقت مضى إلى اتخاذ قرار مصيري بشأن مستقبل سلاح حزب الله، وسط ترقب لدور المجتمع الدولي في دعم هذا التحرك دون تفجير الاستقرار الهش في البلاد.