نادية هارون تكتب: آل شيخ وكامل الوزير .. رجال أعمال وأعمال رجال

محمد دياب
في تطاول متعمّد ومقصود خرج علينا رجل الترفيه والحفلات والمهرجانات تركي آل شيخ بعبارات تحمل إهانة وتجاوز في حق معالي الفريق كامل الوزير فخر القوات المسلحه المصريه، وزير أكبر وزارتين وممثل الحكومه والدولة المصرية، وهو ما يعد تطاولا في حق الحكومة والشعب المصري.
وبالرغم من أن فئة من الشعب قد هاجمت الفريق كامل الوزير عقب حادث فتيات المنوفية، بل وطالب البعض منهم بإستقالة الوزير ” وإن كان ليس هذا مربط الفرس” الا أنه وفور ما تعرض الوزير لتلك الإهانة ما كان من المصريين إلا أن هبّوا للدفاع عن وزيرهم، ولدينا مثل شعبي يقول “أدعي على إبني وأكره اللي يقول آمين” و “أنا وأخويا على إبن عمي”، وقد تجاوز آل شيخ في حق رجل يحكم عليه التاريخ بأن أعماله أعمال رجال، بينما آل شيخ رجل أعمال وليتها أعمال تشييد وبناء والفارق كبير بينهما.
في الوقت الذي تخرج فيه آل شيخ من كلية الملك فهد الأمنية بدرجة البكالوريوس في العلوم الأمنية، ولم يتجاوز رتبة نقيب التي حصل عليها بعد زواجه من إبنة نائب وزير الداخلية، كان الفريق كامل الوزير الحاصل على ماجستير العلوم العسكرية – كلية القادة والأركان، زمالة كلية الحرب العليا – أكاديمية ناصر العسكرية العليا، الدورة العليا لكبار القادة – أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وشغل عدة مناصب، كان مكلفاً بالعديد من المهام الصعبة التي تحتاج إلى رجال أشداء.
كان كامل الوزير وبعد عام من الخراب والدمار في ظل حكم الجاسوس محمد مرسي وجماعته أخذت الدولة تعمل ليلاً ونهاراً في التعمير والبناء، وكان الوزير يعمل على مشروع حفر قناة السويس الجديدة، وأنفاق قناة السويس، والقناة الجانبية بميناء شرق بورسعيد، وتطوير هضبة الجلالة بالعين السخنة، وتنفيذ الشبكة القومية للطرق، والحي الحكومي بالعاصمة الادارية الجديدة، والعديد من محطات المعالجة والتحلية لمياه البحر، والمتحف المصري الجديد، وتطوير مناطق عشوائية كالوراق وعزبة البرج ومثلث ماسبيرو، والمشروع القومي لتطوير البحيرات المصرية، وكان المشرف العام على محور روض الفرج، إضافة إلى ما حققه في وزارة النقل.
كان يجب أن يفهم هذا ” التركي” ما قاله الفريق كامل الوزير أولاً ثم يستعين بخبراء للرد، وأُذَكّر تركي آل شيخ أنه في عام 2013 إحتلّت السعودية المرتبة الأولى عالمياً في حوادث الطرق، بمعدل وفيات بلغ 17 شخصاً يومياً، أي شخص كل 40 دقيقة، على الرغم من أن المملكة السعودية تستقدم خبراء وعمالة وافدة لعمل البنية التحية، في حين تمت إنجازات الدولة المصرية بعقول وسواعد أبناءها الأشداء وبأقل تكلفة وأسرع وقت.
وأطالب آل شيخ بأن يقارن حجم إنجازات الدولة المصرية التي لا تملك ما تملكه مملكته من تريليونات الدولارات، وإنجازات مملكته التي تملك ما تملكة بهبة ربانية وهي البترول، وبدلاً من مساعدة الدول العربية والإسلامية في تخفيف معاناتها، ذهبت تخفف عن الشعب الأمريكي الشقيق.
في حين كان رجُلُنا يعمل بدأب في التشييد والبناء، كان هذا التركي منغمساً في ملذات الحياة بين السهرات الفنية تارة والمباريات الرياضية تارةً أخرى، وحين بدأ بالإشراف على مشروع لم يكن مؤهلاً إلا للترفيه وإقامة الحفلات والمهرجانات، وكان عليه أن يفهم أنه حتى وحينما أراد أن يُعلي من شأن مملكته في ذلك المجال كان عبر الإستعانة بالمصريين، المصريين الذين لولاهم لظل قابعاً في خيمة أجداده سائراً خلف ميراثه من الغنم، وليس معنى أن السعودية تملك المال فهي بذلك تملك العلم والثقافة والفن، بل كل ما تحقق على كافة الأصعدة حتى الفنية والرياضية كان بسواعد وافدة، مارس عليهم أهل البادية الشعور بالنقص وتعالَوا عليهم بأموالهم.
وفي النهاية ورغم شعوري ” بالقرف” من التجاوز والتطاول والبذائة التي صدرت عن آل شيخ والتي إفتقرت إلى الدبلوماسية والأعراف والبرتوكولات، ولم يُقَدّر موقعه كوزير في دولته وكيف يكون عمل الوزراء، فأنا أُثَمّّن للشعب المصري وقوفه في ظهر رجاله الأوفياء، كما أُثَمِّن للفريق كامل الوزير تجاهله للحمقى وعدم ردّه، فإذا كان رجل الترفيه يخصص كل وقته للّهو، فرَجلُنا ليس لديه وقت لا للترفيه ولا للّهو، وهذا هو الفارق بين رجال الأعمال وأعمال الرجال.