صدى الكلمات..

بقلم خالد بركات..

علمتني الحقيقة أن أكرهها، فما استطعت..
وحتى يبقى الرأي الخطأ، يحتمل النقاش..

من أروع ما يمكن أن يقرأ عن الإختلاف بالرأي
وحول الصواب بالرأي، والوهم والحقيقة..
يحكى أن ثلاثة من العميان أُدخِلوا في غرفة
فيها فيل،” وحتماً هم لا يعلمون انه فيل..”
وطُلِب منهم أن يكتشفوا عبر اللمس شكل
الفيل ليبدأوا في وصفه..

بعدها بدأوا لبعض الوقت، في تحسس الفيل
وبعدها خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :

قال الأول : هو أربعة عمدان على الأرض..
قال الثاني : يشبه الثعبان تماماً..
وقال الثالث : يشبه المكنسة..

وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار
تمسك كل منهم برأيه، وراحوا يتجادلون فيما بينهم ويتهم كل منهم الٱخر بأنه كاذب ومدّعِ..

بالتأكيد لوحظ أن : الأول أمسك بأرجل الفيل..
والثاني بخرطومه، والثالث بذيله، وكل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة..
لكن، هل استمعَ إلى تجارب الآخرين..؟؟
علماً ان كلاً منهم كان على خطأ..؟؟!!

في تلك القصة هل كان أحدهم يكذب..؟؟
بالتاكيد لااااااا، أليس كذلك..؟؟

من الواقع في الحياة، أن الكثير منا لا يستوعب فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ
قد نكون جميعاً على صواب، لكن كل منا يرى
ما لا يراه الآخر..!!

كالمقولة :” إن لم تكن معنا فأنت ضدنا..”
لأنهم يعتبرون، أو لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحـاً بالضرورة لمجرد أنه رأينا..
لذا لا يتسطيعون أن يفرقوا ما بين الرأي والحقيقة الذي هو مكمن الفكرة..

وتبقى العبرة.. يا صديقي..
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس، لأن كلاً منهم يرى ما لا تراه، وحاول أن تفرق ما بين الرأي والحقيقة..
تذكر دائماً..بكل هدوء وتأنٍ، أن رأي البعض منهم
قد يكون صحيحاً أو على الأقل مفيداً لك..

اللّهمّ .. إجْعَل ما نُريدُه في حياتِنا على الدَوامْ
قريباً لِناظرنا، وسَعيداً لخواطِرنَا..
واجعلنا ممن نتقبل الاختلاف دون خلاف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى