حكمة جدتي التي فهمتها بعد أن أصبحت أماً بقلم  العلياء العلي 

حكمة جدتي التي فهمتها بعد أن أصبحت أماً

بقلم  العلياء العلي

لطالما كنت أسمع جدتي تردد حكمة معروفة: “الكعد في البيت هو أساس نجاح العائلة وحياة سعيدة”. في البداية، لم أكن أدرك تمامًا معنى هذه الكلمات، لكن مع مرور الوقت وتغير أدواري في الحياة، بدأت أفهم مغزى حديثها، خاصة بعد أن أصبحت أماً أضفت إلى عائلتي زوجات أبنائي.

أدركت أن وجود الأم هو أساس البيت، حيث يمكن أن يكون ملاذاً للسعادة والراحة النفسية، أو قد يتحول إلى جحيم.

عندما أصبحت أماً، فهمت أهمية الدور الذي يجب أن ألعبه تجاه أسرتي وزوجات أبنائي. لا أريد أن أكون “العمة المتسلطة”، بل أرغب في أن أكون أماً لهن. من واجبي أن أخاف الله فيهن، وأن أظهر لهن الاحترام والتقدير، وأن أكون مصدر دعم ورعاية. فهن في النهاية أمانة في أعناقنا، جئن من أسر أخرى، والديهن آباء وأمهات يهتمون بهن ويرغبون في سعادتهن.

للأسف، لاحظت في بعض الأحيان من خلال ما نراه في بعض البرامج أو القصص الحقيقية، التي نسمع عنها في المجالس، أن هناك حالات مأساوية لبعض الزوجات. قد يصل الوضع إلى الانتحار أو التعرض للعنف من الأزواج أو من أهل الزوج. في بعض الحالات، نسمع عن أمهات يتواطئن مع أبنائهن في العنف ضد زوجاتهم، وقد يصل الأمر في بعض الحوادث إلى تهديد حياتهن. هذا السلوك يعد من أبشع ما يمكن أن يحدث داخل الأسرة، وعلينا جميعًا أن نتوقف عنده و ندين بشدة.

أوصي كل النساء، وخاصة العمات، أن يعتبرن زوجات أبنائهن أمانة في أعناقهن. يجب أن يعاملن معاملة طيبة و يراعين كما لو كن جزءًا لا يتجزأ من الأسرة. يجب أن يفهم الجميع أن الأسرة تتكون من العديد من الأفراد الذين يجب احترامهم جميعًا، بما في ذلك زوجات الأبناء. العناية بهن و حمايتهن من أي سوء معاملة هو ما يضمن الاستقرار العائلي و يبني بيئة صحية وسعيدة للجميع.

ختاماً، إن احترام زوجات الأبناء و رعايتهن هو الأساس الذي يمكننا من بناء حياة عائلية هادئة قائمة على الحب والتفاهم. ونحن كا امهات أو حماة يجب أن نكون قدوة في احترام هذه العلاقات الأسرية ورعاية أفرادها، حتى نضمن أن لا يخطف السلام الداخلي من بيوتنا بسبب الجهل أو العنف. أوصي العمات المتعجرفات بأن يخافن الله في بنات الناس.

العلياء العلي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى