د.مروة ابراهيم تكتب: القائد أحادي التفكير

محمد دياب
في كثير من المؤسسات، نصادف ذلك القائد الذي لا يرى إلا بمنظور واحد، ويصر على تطبيق نفس الأسلوب في كل موقف، مهما اختلفت الظروف أو الأشخاص.
إنه القائد أحادي التفكير.
هذا النوع من القادة:
– يتعامل مع المواقف كلها بنفس الحدة أو نفس البرود.
– لا يعرف متى يظهر مشاعره أو متى يتراجع خطوة ليُفكر بهدوء.
– يرفض تغيير أسلوبه لأنه يرى في ذلك ضعفًا، في حين أن الواقع يفرض التكيف والتنوع.
– ينجح أحيانًا حين تتطابق الظروف مع أسلوبه، لكنه يفشل كثيرًا لأنه لا يملك أدوات ذهنية مختلفة تناسب التغيرات.
أما القائد الناجح بحق، فهو صاحب التنوع الفكري.
قائد يدرك أن القيادة ليست قالبًا واحدًا، بل مزيج من المهارات والسلوكيات تستخدم كل في مكانها الصحيح.
– حين يتطلب الموقف تعاطفًا، يظهر إنسانيته ويمنح من حوله الشعور بالاحتواء والدعم.
– وحين تلوح في الأفق بوادر الفشل أو المخاطر، يتعامل معها بواقعية، ويحذر فريقه من الانزلاق دون أن ينشر الذعر.
– وفي أوقات الأمل والبناء، يصبح مصدرًا للطاقة الإيجابية، يركز على الحلول، ويزرع في فريقه روح التفاؤل والإنجاز.
– وعند اتخاذ القرارات المصيرية، يتجرد من الانفعالات، ويعتمد على المعلومات الدقيقة والتحليل المنطقي.
– وحين تتعقد الأمور، يفتح المجال للإبداع والابتكار، ويبحث عن حلول غير تقليدية تتجاوز حدود التفكير المعتاد.
هذا القائد لا يفرض طريقًا واحدًا على كل موقف، بل يتقن فن اختيار الأسلوب الأمثل حسب طبيعة التحدي.
فالقيادة الناجحة لا تعتمد على الحسم فقط، ولا على المشاعر فقط، بل على التوازن الذكي بين العقل والقلب، بين الحذر والطموح، بين الثبات والمرونة.
القائد الناجح ليس من يردد نفس النغمة، بل من يجيد العزف على أوتار مختلفة تخرج لحنآ متكاملًا يناسب كل لحظة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى