فمي يفتش عن رثاء ..من كتاب هجوم الغربان

بقلم / محمد ابراهيم الشقيفي
بركان ينفجر فى دمع عيون الباكي حرارة شوق بجوف نيران الوداع و صبراً فاق حد الإحتمال إن العقل يتألم و الأفكار تصلب على قضبان الحياة قطار العمر سريعاً يمر وهو يسترجع لقطات كانت حية من شريط الذكريات يشاهد أحداث الماضي ببطء تصعق النفس بين عشية ليلة وضحاها هزة أصابت أركان المشاعر يرحل عن عالمنا عزيز بلا سابق إنذار يترك فمي يفتش عن كلمات الرثاء يتفوه بلغة الوجع الفراق مصطلح يحمل بين أنفاسه الأخيرة ثمار الشجن .
يا من يبطش بلا رحمة يا أيها الجلاد السوط فى يد الغدر أبشع أنواع القسوة نحن فى خيام غفلة الأيام وغداً تنتهى الرحلة .
من حفر لغيره خندق الخوف
و اذل عزة النفس تأمل أيها الظالم بحرص فى وجه رجل كان شديد العزم مرهف الحس انخرط فجأة في البكاء و كسر حاجز الصمت من غير ضجيج صوت لقد أوجعتني صرخه من جوف صقر يحلق فوق ظلمات البحر بعد أن تغيرت ملامح الدنيا و تصارع الموج داخل بنات أفكاره سقط جريحاً من انفعالية تحرق وجدانه .
يا امرأة شاحبة الوجه إلى أى كوكب تنتمين قد فاض الدمع من لحيتي إلى ركبتي لماذا تبكين و ما سر هذا اليأس فى دروب النساء كأن العالم لديك سواء بعد رحيل رفيق العمر .
أيها العالقين فى نفق الأوجاع الأقدار قالت كلمتها الأخيرة لابد من لحظة تسقط فيها الأوراق ينحى الظهر فى نهاية خريف الوداع كل شىء له ساعة فيها يمر مشهد مؤثر لدرجة الألم وجه قد انخرط في الحزن يعلو صوته أنين الفكر يأسف على الرحيل وليس بيده شىء.
أيا كان الموقف المهيبة الوجع لا يحتاج إلى برهان أو دليل الصدمة عكست فى مرآة الدهشة كل الأحاسيس لا أدرى كيف أختم هذه المشاعر و فمي يفتش عن الكلمات داخل دفاتر منظومة العقل الباطن لم أجد فى كتب المعاجم ألفاظ ترادف كل هذا الحزن وأنا أصف أب يبكى وأم تهذى بكلمات غير مفهومة على الدنيا وهى ترسم ملامح الإبن فى سكرات الموت .