رحمة فى قلب الوحوش .. بقلم / محمد ابراهيم الشقيفي

 

اعترف وانا على يقين أننا نفتقد الكثير من أساليب الرحمة رغم أنها نزلت من فوق سبع سماوات بغزارة أقوى من السيل العرم أه من اللطف المنجي عندما يشعر قلب المفترس بنض جنين في أحشاء فريسة بين فكية فيقرر بكل جرأة أن يطلق سراح وليمة صيد سهلة ويذهب تمساح ضخم حال دبيب الرحمة فى قلبه عائداً إلى إدراجه رغم الجوع يعود من حيث أتى يتجه نحو الموج موجوع.

عجبا لماذا يبكي الأسد رغم قوة الثبات وهو ملك الغابة يرفض التهام اللحم البري السلس بين لعابه ينطلق بين غابات الأدغال مرفوع الرأس من فخر هذا العمل النبيل لم تطاوعه وحشية أنيابه أن يأكل لحم الغزال الجريح وهو يقاوم من أجل صغاره لقد وضعت الرحمة بين انياب الوحوش.

من يستطيع الصبر فى سباق الحياة يستحق التكريم و من يرحم فينا الضعيف يتربع على عرش العزة بين أهل الفضل .

الوجوه المشوهة ذات الملامح الشيطانية هى من تمزق أنامل الضعف بلا رحمة لقد فقدنا من إنسانيتنا رصيد مجاني حين نزع بعض البشر من القلوب اواصر الخير عندما سحق الثرى بحذائه رأس خادمه المسكين لما زادت الثرثرة قلت البركة ضلت طريقها بين حروف الهجاء لقد اشتعلت الكراهية فى النفوس أين هم أصحاب الأرواح الطاهرة هل ذهبت أخلاقهم فى رحلة ضالة إلى عنان السماء أم ما زالت هناك فرصة لإتخاذ قرار الرجوع عن درب الهلاك .

أسفا على الحال الذى تدنى خلقا على سراب الأرض أضنى قلوب الأسوياء لقد انفجرت من العيون ينابيع الدمع اخترقت النار ساتر المودة احترق مع غياب الرحمة لقد اختفى من بين الضلوع جزءا كبير من الضمير الإنساني.

نرى فى فم التمساح غزالة استسلمت بين فكيه القاطع أنقذتها العناية ارتجف قلب الأسد الصياد عندما شعر أن أسنانه تمزق روح جنين لا يعرف عن العالم شىء هذا نجاح بلغ العلا بلا اختبار وعمل بلا تكليف يالها من قيادة بارعة واستراتيجية القناعة والرضا.

الأسد يقاتل النمر من أجل بقاء أنثى حيوان صغير يتركها ملك الغابة ترحل تحت حمايته مع باقي القطيع تتحسس الحب فى عيون وحش تعانق أحضانه تملؤها المشاعر و تقبله قبلة وداع حار بلا خوف وكأنه يبكي ويضحك داخل صراع داخلي يواجه الجوع والعطش ينتفض إلى نصرة المقهور فقرة مذهلة ينفطر لها قلب الحجر.

الطبيعة بها مشاهد فى غاية الروعة و الجمال دون إعداد من غير إخراج بشرى بكاميرات حاملة ذو عدسات متقدمة إنها الرحمة التى وسعت كل شيء قطفت زهرة العطف من بستان الود والوئام .

الوحوش تناضل من أجل بقاء الآخرين تعلم الإنسانية كيف يولد شبل الإنصاف بين فك التمساح وأنياب الأسد كيف تضاء شموع الرحمة بين تلك المخالب الشرسة و متى يظهر العفو عند المقدرة دون دماء تسيل كيف و يطلق سراح الأسير من غير معاهدة سلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى