ساحة الرأي العام تشتعل.. ما بين حرائق الإهمال وصراعات السياسة والأخلاق .. بقلم: محمود سعيد

لا تزال الساحة المصرية والعربية تعيش على وقع أحداث متسارعة ومتداخلة، بين حرائق تفضح الإهمال المزمن، وتصريحات رسمية تحاول تهدئة الشارع الغاضب، وقضايا اجتماعية تثير زوابع جدل لا تهدأ، لترسم جميعها مشهدًا مشحونًا بالخوف والانقسام
مدبولي في مواجهة العاصفة.. وعود حكومية تحت المجهر
في تحرك استثنائي، خرج الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ليتحدث بلهجة حاسمة، متناولًا أبرز الأزمات التي تضغط على الشارع، وعلى رأسها:
ارتفاع الأسعار وتزايد التضخم.
الدعم الحكومي للسلع وتمويل الحماية الاجتماعية.
كارثة حريق سنترال رمسيس.
حالة الاقتصاد والاستثمار في ظل التحديات الراهنة.
وأكد مدبولي أن الحكومة تتحرك بقوة لحماية المواطنين، مشددًا: “لن نسمح بتحميل المواطن أعباء إضافية، والحكومة ماضية في برامج الدعم.”
لكن المواطنين، رغم التطمينات، يطالبون بخطوات أكثر جرأة، ويتخوفون من استمرار موجات الغلاء دون رادع فعّال.
كارثة سنترال رمسيس.. النيران تفضح التقصير
لا تزال ألسنة اللهب، التي التهمت سنترال رمسيس، حاضرة في ذاكرة الشارع، بعدما كشفت عن إهمال إداري كبير في صيانة منشآت الاتصالات.
الحكومة عزت الحريق إلى ماس كهربائي، وأعلنت عن خطة طارئة لإصلاح الأضرار، لكن الغضب الشعبي تصاعد، وسط دعوات جادة لمحاسبة المسؤولين.
ويتخوف المصريون من تكرار مثل هذه الكوارث، خصوصًا مع تقارير تحذر من تدهور حال البنية التحتية في قطاعات خدمية عديدة.
أموال الخليج تثير قلق إسرائيل.. معركة نفوذ إقليمية صامتة
في تطور آخر، أصدر مركز دراسات إسرائيلي تقريرًا يُبدي قلقًا واضحًا من تزايد الاستثمارات الخليجية في مصر والأردن، محذرًا من تحولها إلى أداة نفوذ سياسي مؤثر في المنطقة.
التقرير كشف عن:
توسع النفوذ السياسي الخليجي في قضايا إقليمية حساسة.
تغييرات محتملة في موازين القوى الاقتصادية.
تقلص تأثير إسرائيل في بعض الملفات الاستراتيجية.
وبينما يرى محللون أن ما يجري هو صراع اقتصادي ناعم، يرى آخرون أن المال الخليجي بات أداة نفوذ قويّة في معادلة الشرق الأوسط.
“ليندا مارتينو”.. بين مطرقة الأعراف وسندان الحرية
في ساحة الجدل الاجتماعي، تواصل قضية الراقصة الإيطالية-المصرية “ليندا مارتينو” إشعال النقاش، بعد توقيفها بسبب فيديوهات راقصة نشرتها عبر الإنترنت.
القضية خلقت انقسامًا شعبيًا حادًا:
فريق يعتبرها رمزًا لحرية التعبير والحق في الفن.
وفريق آخر يرى أنها تمثل انحدارًا أخلاقيًا يتطلب الحزم والردع.
ومع دخول الدبلوماسية الإيطالية على الخط، يتوقع مراقبون أن تشهد القضية تصعيدًا جديدًا خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب لموقف القضاء المصري.
خاتمة المشهد.. قضايا معلقة واحتقان لا يهدأ
كل قضية من القضايا الأربعة تعكس عمق التوتر في الشارع المصري والعربي، وتثير تساؤلات جوهرية:
هل تملك الحكومة حلولًا واقعية لوقف الغلاء؟
هل سيحاسب المقصرون في حريق سنترال رمسيس؟
هل تتحول الاستثمارات الخليجية إلى سلاح سياسي؟
وأي كفة سترجح في قضية ليندا مارتينو.. الحرية أم الأعراف..الشارع يترقب، والاحتقان يتصاعد… فيما المشهد العام يزداد غموضًا واضطرابًا.