أخر الأخبار

الدورة 33 من مهرجان الزوارع بنفزة باجة : تحدٍّ مالي يقابله إصرار ثقافي

الدولة التونسية

في ظل وضعية مالية دقيقة، وتراجع ملحوظ في حجم الدعم العمومي، تستعد مدينة نفزة لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان الزوارع، الذي فرض نفسه عبر العقود كأحد أبرز الفعاليات الثقافية الصيفية بولاية باجة.

الندوة الصحفية التي نُظّمت مؤخراً بفضاء “الملكة” بنفزة، حضرها عدد من الفاعلين في تنظيم المهرجان، من بينهم السيدة آمال علوي، مديرة الدورة الحالية، والسيد بلقاسم، مدير الدورة السابقة، والسيد أسامة القاسمي الكاتب العام، والسيدة بسمة شوية أمينة المال، إضافة إلى مديرة دار الثقافة سلوى وشتاتي، وقائدة الكشافة سعيدة بوغانمي، وممثلين عن الهلال الأحمر.

تمويل محدود لا يوازي حجم المهرجان

كشفت مديرة المهرجان أن ميزانية الدورة الحالية لا تتجاوز 21 ألف دينار، موزّعة بين 15 ألف دينار من مندوبية الثقافة، و4 آلاف دينار من الولاية، و2 ألف دينار من البلدية. أرقام تعكس هشاشة الإسناد العمومي، خاصة بالنظر إلى تنوع البرمجة وتكاليف التنظيم، مما يجعل الدورة الحالية رهينة دعم إضافي من رجال الأعمال والمجتمع المدني.

وفي هذا السياق، أكدت السيدة علوي أن إدارة المهرجان تُراهن على حسّ المسؤولية لدى أصحاب المؤسسات الاقتصادية في الجهة، مشيرة إلى أن ثقتها فيهم كبيرة لتعزيز الزخم الثقافي المحلي.

تماسك تنظيمي رغم الصعوبات

رغم شحّ الإمكانيات، سجّل المراقبون خلال الندوة انسجامًا لافتًا بين أعضاء هيئة التنظيم، وهو ما تجسّد بوضوح في حضور مدير الدورة السابقة دعماً للفريق الحالي، في رسالة واضحة مفادها أن المهرجان مشروع جماعي يعلو فوق الأشخاص والظروف وقد ساهم كل من جانبه من أجل إنجاح الدورة وخير مثال على ذلك السيد مروان السعيدي صاحب فضاء الملكة الذي وضع الفضاء على ذمة المهرجان ورحب بضيوفه بكل كرم .

برمجة ثرية ومتنوعة: الفن والمسرح والبيئة في قلب الدورة 33

تنطلق فعاليات الدورة يوم 15 جويلية بعرض للصناعات التقليدية المحلية، يليه استعراض فلكلوري شعبي، وتُختتم السهرة بعرض للفنانة الاستعراضية زهراء فارس.

في اليوم الموالي، يحيي الفنان “جنجون” سهرة فنية مميزة بمعهد الطاهر بن عاشور، يليها يوم 17 جويلية عرض مسرحي بعنوان ساعة سعيدة، في نفس المعهد.

أما يوم 18 جويلية، فسيشهد افتتاح معرض المنتوجات التقليدية بالحديقة العمومية في نفزة، ليليه يوم 19 جويلية عرض مسرحي كوميدي موجه لكافة الفئات، من تقديم الفنان وليد الزين.

وفي 20 جويلية، تُقام سلسلة من الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية بمركب الاصطياف بالزوارع، تشمل استعراضًا لنادي الجمباز، مسابقات تنشيطية على الشاطئ، وورشة ترغيب في المطالعة تؤطرها المدربة الدولية نادية بلعيد، بمشاركة نوادي الأطفال بدور الثقافة والجمعيات من نفزة وباجة.

كما تنظم إدارة المهرجان حملة تحسيسية حول أهمية النظافة البيئية، بالشراكة مع الكشافة والهلال الأحمر.

سهرة ختامية وتكريم رمزي

تُختتم هذه الدورة يوم 20 جويلية بعرض للفنانة الشعبية ناجحة جمال، يتبعه حفل تكريم للمساهمين في إنجاح فعاليات المهرجان، من إداريين، متطوعين، وجمعيات.

مناشدة للسلطات: دعم المتطوعين ضرورة لا ترف

وفي ختام الندوة، شددت إدارة المهرجان على ضرورة تمكين فرق الهلال الأحمر والكشافة التونسية من وسائل النقل من باجة إلى نفزة، لضمان مساهمتهم الفعالة في التنظيم والتأمين. وأكّدت أن هؤلاء الشباب يعملون بشكل تطوعي تام، ويشكلون ركيزة حقيقية في نجاح التظاهرات الثقافية، داعيةً السلطات إلى التعامل معهم كشركاء لا كمجرد مساندين ثانويين.

يذكر أيضا أن أسعار التذاكر لا تتجاوز 10 دنانير لتمكين أهل الجهة بمختلف طبقاتهم من حضور العروض.

متابعة : هدى الزاير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى