اسطورة أرتجاج روح كلمات الكاتبة والأديبه سميرةحمود

ليست قصة…

إنها “اسطورة أرتجاج روح”

 

لم تكن نظرته الأولى لي ككل النظرات،

لم تمرّ على وجهي… بل اخترقتني.

كأنها سهم ضوء، أصابني في قلبي،

أيقظني من سُباتٍ كنت أظنه حياة.

 

جلستُ إلى جواره،

وكأنني أعود إلى بيت قديم منسي ..

لا أعرفه… لكنني أعرفه.

روحي تعرفه،

تعرف ضوء عينيه،

تعرف ارتعاشة صوته حين قال أول كلمة،

ذلك الصوت الذي لم يكن حروفًا،

بل شفرةً سرّية لمست أعماقي.

 

كان حديثنا… عادياً جداً،

لكنني كنت أغرق…

كل كلمة كانت ضربة قلب،

كل لحظة كانت كأنني أُولد من جديد.

 

لم نتحدث عن الحب،

لكنني شعرت به يركض بيننا،

في صمتنا، في نظراتنا،

في المسافة التي لم تُكسر لكنها احترقت.

 

كنا نضحك، كأن الكون لا يرانا،

لكننا كنّا نرتجف في الداخل…

هو لم يقترب،

لكنه احتواني.

 

وفي تلك الليلة…

جلسنا استقبلنا شعاع الفجر ،

كأن السماء فتحت ذراعيها لنا،

والنجوم اصطفت حولنا كدائرة من نور، نجلس في مركزها تحت حضرة هذا السحر اللامع..

وشعاع النجوم ينساب على صفحة البحر كقبلات ضوء ، كانت ليلة قمريّة حالمة، يمتزج فيها نسيم البحر بنبض الفكر، وصمت القلوب يتحدث بلغة لا يفهمها إلا أرواحنا .

 

وبيننا حوار لا يُروى،

كان فكريًا، عميقًا، نظيفًا،

كان هناك صمتٱ ، كان يصرخ في أرواحنا.

 

رقصنا معًا دون موسيقى ودون رقص ،

ضحكنا، كأن الحياة فتحت لنا نافذة سرّية.

مشينا على الشاطئ،

وكان الموج يهمس باسمي بصوته،

وكان الجبل يحتويني كما احتواني حضوره.

 

وعندما وضع رأسه على كتفي…

لم يكن رجلًا يتكئ،

بل روحًا عادت إلى مأواها ،

كان حضنٱ لا يطلب شيئًا،

لكنه منحني كل شيء ..

 

كم شعرت بأنوثتي تتوهج،

جسدي لم يُمسّ، لكنني احترقت.

شعرت بشيء فيّ يتوسل الحضور،

وروحي تتمايل خجلةً في حضرته.

وترقص الروح ..

 

وتمنّيت أن أخلع خوفي، ودهشتي،

وأن أقول له: أريدك.

ليس جسدًا، بل وطنًا…

ليس شهوة، بل صلاة.

 

لكنني وقفت.

أخذت نفسًا عميقًا،

وهمست لنفسي :

يكفيني أنك أحييتني .

 

فمن أنت؟

ومن اين أتيت؟

وكيف تسكنني كل هذا السكن، وأنا لا أملكك؟

 

اعلم ان عقلي الواعي يعرف تمامًا أنك أسطورة لن تتحقق على أرض الواقع،

لكن باطنى يريدك أن تبقى ، يريدك أن تظل بين أضلعي كحلمٍ يقظ، كحقيقة خرافية، كظلٍ لا يرحل.

 

وأنا؟

أنا الآن في قمّة لهفتي، نضجي، توهجي…

أعرف ماذا أريد، ومن أكون،

أنا أنثى تعرف جسدها،

تُصالح رغباتها،

تشتاق بلا خجل،

وتحب دون مساومة.

 

تمنّيت أن تكون أنت…

أنت، الذي جعلتني أراك سلطانأ

على عرش قلبٱ كان ميتًا.

 

فكيف لا أراك تستحق مملكة كاملة !!!

الكاتبه والأدبية: سميرة حمود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى