الجامعة العربية: مناهضة الإسلاموفوبيا تقتضي عملا تشاركيا تسهم فيه كافة الجهات المعنية لاحتواء موجات الكراهية

أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي أن مناهضة “الإسلاموفوبيا” بتجلياتها الدينية والاجتماعية والإيديولوجية تقتضي عملا تشاركيا تسهم فيه كافة الجهات المعنية على المستويات الأممية والإقليمية والوطنية لاحتواء موجات الارتياب والكراهية والتي تظل بعض وسائل الإعلام التقليدية والرقمية الغربية المحسوبة على القوى المتطرفة أداة للترويج لها دون اعتبار لحرية المعتقد، وحرمة الرموز الدينية، وأماكن العبادة
وقال خطابي – في تصريح اليوم الأحد إن جامعة الدول العربية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للثقافة والتربية والعلوم “الإيسيسكو” احتضنت في الثامن من يوليو الجاري مؤتمراً دوليا لمكافحة كراهية الإسلام تحت عنوان “الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية”، حيث توجه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بكلمة افتتاحية أكد فيها مبادئ وإسهامات ورؤى الجامعة العربية في ترسيخ ثقافة السلام والعيش المشترك ومحاربة الكراهية انطلاقا من قرارات مجلس الجامعة على مستوى القمم العربية، ووزراء الخارجية، ومبادرات الأمانة العامة وخطط عمل المجالس الوزارية المتخصصة في التعامل مع هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل فظيع في مناطق متعددة وخاصة بالعالم الغربي.
وأضاف أن المجموعة العربية على هدي هذه التوجهات واستلهاما لموروثها الحضاري والثقافي تسعى للمشاركة الفاعلة في الإطار المتعدد الأطراف بما فيها في نطاق “تحالف الأمم المتحدة للحضارات”، علما بأن كلا من دولة قطر والمملكة المغربية احتضنتا على التوالي في 2011 و2022 أعمال منتدى التحالف الذي يعقد كل سنتين علما بأن الدورة 11 قد جرت في نوفمبر 2024 بالبرتغال.
وأشار إلى أن ميغيل موراتينوس الممثل السامي للتحالف والمعين مؤخرا مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة ملف “الإسلاموفوبيا” أعلن أن المملكة العربية السعودية البلد المضيف للدورة 12 اقترحت تنظيمها في 2025 – بدلا من 2026 – بما يعكس الالتزام القوي لإعطاء مزيد من الزخم للجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.
ولفت إلى أن الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام “للإيسيسكو” أكد، في كلمته التي ألقتها بالنيابة أميرة الفاضل مستشارة المدير العام خلال المؤتمر، أن التصدي لـ “الاسلاموفوبيا” لا يمكن أن يتم دون تفكيك جذري لهياكل التحيز والكراهية وبمعزل عن تضافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والأكاديميين والخبراء..معتبرا أن الظاهرة لم تعد شأناً خاصا بالمسلمين وحدهم، بل تحديا يهدد المجتمعات، ويقوض جهود بناء عالم يسوده العدل والسلام.
وذكر خطابي أنه في سياق العرض المقدم باسم قطاع الإعلام والاتصال ضمن المحور المتعلق بنماذج وتجارب لمناهضة “الإسلاموفوبيا” تم إلقاء الضوء على المقاربة الشمولية لخطة التحرك الإعلامي بالخارج وآليتها التنفيذية المتمثلة في المرصد والمنصة المدمجة ومحاورها الثلاثة التي تروم الدفاع عن القضية الفلسطينية المشروعة، وتثمين الموروث الحضاري والثقافي، وتصحيح الصورة النمطية عن العالم العربي والإسلامي، مبرزا تكامل هذه الخطة مع أهداف كل من الاستراتيجية الإعلامية العربية وخطتها التنفيذية، والاستراتيجية المشتركة لمواجهة الإرهاب، وميثاق الشرف الإعلامي بصيغته الجديدة .
وشدد على أن التصاعد المقلق لانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا فيما وراء البعد السياسي والإنساني يتطلب مبادرات عملية على صعيد المحافل الدولية ولا سيما بمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية لإغناء المقتضيات ذات العلاقة بتجريم كافة أشكال التمييز والممارسات المسيئة للكرامة البشرية التي تقوم على منطق الاستعلاء والاستلاب والهيمنة الحضارية.
.