الناس معادن .. الكاتبة د / سعاد حسني

 

( الناس معادن) كلمة سمعتها كثيرا، وترددت على مسامعي كثيرا ولم أكن أفهم معناها. ولكن مع مرور الزمن وكثرة المواقف والابتلاءات التي إلحقت بي فهمت معنى هذه الكلمة، وفطنت إلى حقيقة ثابتة لا تتغير وهي أن الناس فعلا معادن. والتشبيه هنا تشبيه جمالي؛ فقيمة الناس تقاس بقيمة المعدن الذي تمثله، فليس من الطبيعي تجد معدن الحديد قيمته مثل النحاس، ولا النحاس مثل الفضة، وبالطبع ليست الفضة مثل الذهب في قيمتها. ويأتي الذهب بدوره لا يكون في قيمته مثل الزمرد والياقوت وهكذا. فعندما يحدث لك ابتلاء وتكون في موقف تحتاج فيه إلى مساعدة الناس، فتجد الناس ينقسمون أنواعا : فمنهم من يقف ويشاهد ما يحدث لك، ويتفرج عليك ولا يمد يد المساعدة. ومنهم من يقدم لك مساعدة بسيطة ولو بالمشاركة الكلامية، ويكتفي بهذا القدر . ومنهم من تأخذه الشهامة ويشارك بمساعدته بكل قلبه؛ ولكن هذا يحدث مرة وإذا تكرر ابتلاؤك أو أزمة أخرى يتعامل معك وكأنه لم يعرفك من قبل. ونأتي إلى نوع الدر من الناس وهو نوع نادر وشحيح في زمننا هذا، فهذا الصنف من الناس مهما يحدث لك تجده بجانبك، ومهما تكررت الابتلاءت والمواقف تجده سندا وعونا لك بمعنى الكلمة ولا يمل أبدأ من الوقوف بجوارك. ولأن الدر هو أغلى المعادن ويعتبر معدن نفيس فإن النوع الأخر من الناس هو أغلى الناس وأحسنهم ومعدنه أصيل

وحقيقة ( الناس معادن).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى