ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارا من الأول من أغسطس، وهي خطوة قد تسبب اضطرابا هائلا بين الولايات المتحدة واثنين من أكبر شركائها التجاريين.
وقدم ترامب تفصيلا للرسوم الجمركية المزمعة عبر خطابات نشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإعلانات التي يطلقها ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة تستهدف الحلفاء والأعداء على حد سواء، وهي حجر الزاوية في حملته لعام 2024 التي قال إنها ستضع الأساس لإنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يزعم أنه تعرض للاستغلال من قبل دول أخرى على مدى عقود.
وأقر ترامب في خطابه للرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم بأن البلاد كانت متعاونة في الحد من تدفق مخدر الفينتانيل والمهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية إلى الولايات المتحدة. لكنه ذكر أن البلاد لم تقم بما يكفي لمنع أمريكا الشمالية من التحول إلى “ملعب لتهريب المخدرات”.
وأضاف ترامب: “لقد كانت المكسيك تساعدني في تأمين الحدود، لكن ما فعلته المكسيك ليس كافيا”.
وقال ترامب في خطابه للاتحاد الأوروبي إن العجز التجاري الأمريكي يمثل تهديدا للأمن القومي.
وأضاف ترامب في خطابه للاتحاد الأوروبي: “ناقشنا علاقتنا التجارية مع الاتحاد الأوروبي لسنوات، وخلصنا إلى أننا لا بد أن نبتعد عن مواطن العجز التجاري الكبيرة وطويلة الأمد والمستمرة التي تعرضها سياساتكم الجمركية وغير الجمركية والحواجز التجارية للخطر. وللأسف كانت علاقتنا بعيدة عن مبدأ المعاملة بالمثل”.
تأتي هذه الخطابات في خضم تهديد ترامب المتقطع بفرض رسوم جمركية على الدول وتصحيح اختلال في الميزان التجاري. وقد فرض ترامب في أبريل رسوما جمركية على عشرات الدول، قبل أن يوقفها لمدة 90 يوما للتفاوض على صفقات فردية. ومع انتهاء فترة السماح البالغة ثلاثة أشهر هذا الأسبوع، بدأ ترامب في إرسال خطابات الرسوم الجمركية إلى القادة، لكنه مرة أخرى أرجأ يوم التنفيذ لما يقول إنه بضعة أسابيع أخرى.
إذا مضى قدما في فرض الرسوم الجمركية، فقد تكون لذلك تداعيات على كل جانب تقريباً من جوانب الاقتصاد العالمي.
وردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالإشارة إلى “التزام التكتل بالحوار والاستقرار والشراكة الأطلسية البناءة”.
وقالت فون دير لاين في بيان: “في الوقت نفسه، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر”.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق قبل أول أغسطس. ومن المقرر أن يجتمع وزراء التجارة من دول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين لمناقشة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الصين.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت يوم السبت إن المملكة المتحدة تصرفت “بذكاء” في وقت مبكر.
وتابع بيسينت في منشور على منصة إكس: “ليكن هذا درساً للدول الأخرى – المفاوضات الجادة وحسن النية يمكن أن تحقق نتائج قوية تعود بالنفع على جانبي الطاولة، بينما تصحح الاختلالات التي تعصف بالتجارة العالمية”.
وقال دوجلاس هولتز-إيكين، المدير السابق لمكتب الميزانية في الكونجرس ورئيس منتدى العمل الأمريكي من يمين الوسط، إن الرسائل دليل على أن محادثات تجارية جادة لم تكن تجري على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وشدد على أن الدول كانت بدلاً من ذلك تتحدث فيما بينها حول كيفية تقليل تعرضها للاقتصاد الأمريكي وترامب.
وقال هولتز-إيكين: “إنهم يقضون وقتا في التحدث مع بعضهم البعض حول كيف سيبدو المستقبل، ونحن خارج الصورة”.
وإذا دخلت الرسوم الجمركية حيز التنفيذ بالفعل، فقد يكون التأثير المحتمل على أوروبا واسعا.