صدى الكلمات..

الفرق بين المتعلم والمثقف..
بقلم خالد بركات..
نصف جمال الإنسان لسانه، فبالله عليكم
أحسنوا التعبير بصدق النية وحسن الطوية..
حيث هناك مسافة بين المثقف والمتعلم..
عبق جو الحوارات التي تجري في مجتمعنا..
دعاني أقتبس وأكتب عن هذا الموضوع ولتسليط الضوء على الفرق بينهما..
مع إحترامي لجميع المثقفين والمتعلمين..
المثقف والمتَعلم كلاهما يتميزان بالمعرفة..
المتعلّم هو من نال شهادات علمية اختصاصية
التعليم قد يساهم بصورة أو بأخرى بزيادة الحصيلة المعرفية للإنسان لكنه لا يجعل منه مثقفاً فهو عبارة عن منهج ونظريات وآراء لعلماء سابقين يتم السير وفقها، ولكن إذا آمن الإنسان بها إيماناً جازماً دون أن يحرر عقله ويفكر فإنه لن يتطور وسيبقى كآلة حفظ وتخزين للمعارف..
وعليه فبمجرد أن يحصل المتعلم على شهادة جامعية، لا يُضفي على الفرد صفـة المثقف بصورة آلية فالعلم ما هو الا اكتساب موضوعي وعلمي، ولا يشكل ثقافة بحد ذاته..
ويصبح ثقافي بالمعنى الشامل إذا توفر لدى المتعلم الوعي الاجتماعي، ذلك العامل الذاتي الذي من خلاله فقط يصبح مثقفاً ومن دونه يبقى متعلماً فقط حتى لو كان أستاذاً جامعياً..
ويبقى المتعلم من جميع الإختصاصات، الذي قضى سنوات في الكد والجهد والسهر والتعب هو حاجة اساسية للإنسان ومتطلبات الحياة..
{ سورة النحل آية ٤٣ }
” وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”
أما مفهوم “المثقف” مفهوم مستحدث في اللغة العربية، شاع استخدامه في الأدبيات الاجتماعية والسياسية خلال القرن الماضي وقد ظهرت كلمة “مثقف” لأول مرة في اللغة العربية في قاموس (محيط المحيط) لبطرس البستاني في نهاية القرن التاسع عشر كترجمة لكلمةIntellectuel الفرنسية، وقد عرفت هذه الكلمة في القاموس بمعنى قريب للمعنى المألوف والمتداول في المجال الثقافي وتأتي بمعنى (متعلم ومعني بالمعارف) أي ذو ثقافة..
وقد وردت كلمة “المثقف” بصيغ مختلفة في التراث العربي، ووظفت كلمات متعددة للإشارة إلى المثقف، مثل : الحكيم، والشاعر، والعلامة، والأديب، والفقيه، والشيخ، والأب، والمحدث
الشاعر، والراوي، والفيلسوف، والعالم، والرشيد
وصاحب القلم، والوراق، والمتعلم، والمتأدب
هذه الألقاب وغيرها قد تتضمن معنى “المثقف”
الكلمة التي نستخدمها في العصر الحديث..
انتشر مفهوم “المثقف” وارتبط جوهرياً بقيمته النضالية، وأصبح عنواناً لكل الممارسات الثقافية التي تدافع عن المظلومين وحقوقهم، وإشارة إلى كل المواقف الشجاعة ضد الظلم والظالمين وإلى كل أشكال القهر والاستبداد والعنف، وقد رسخ في الممارسة الفكرية أن “ المثقف ” رجل نقدي يسعى للكشف عن الحقيقة ويفضح المخادعين والمراوغين في مواقفهم، وبتصرفاتهم الغير جدية في المجتمع، ويدافع عن الضعفاء ويتحدى التسلط..
وعلى هذا النحو بدأ مفهوم “المثقف” يأخذ دور الوريث الشرعي لمفهوم الفيلسوف الذي كان سائدا في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، وارتبط بالصراع ما بين رجال الفكر من جهة، وبعض الأنظمة السياسية من جهة أخرى، وأصبح مفهوم “المثقف” لصيقاً بمفهوم الناقد البناء، والمعارض عندما يقتضي الأمر..
العبرة بكلام من ذهب لكل من متعلم ومثقف..
اغسل قلبك قبل جسدك، ولسانك قبل يديك، وأحسن الظن في الناَس، وبقدراتهم وثقافتهم..
الدنيا مدرسة،مديرها الزمن، اساتذتها القيّم
وتلاميذها البشر، ويبقى الضمير خير مرشد
وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب
والأدب خير ميراث، والتواضع صفة الكرام..
وليتذكر كل مثقف ومتعلم، أن لا يِحبط الأخرين بكلامه حتى لو كُان يرى الحياة تعيسة فالبعض يحتاج الأمل فإما أن يساعده أو لا يتكلم..
اللهم..
حياة مُزهرة بالخير الوفير، مُبهجة لأرواحنا