هامش من دم و قلم .. خاطرة بقلم: الزهرة العناق

 

علامة الاستفهام

تسأل علامة التعجب

عن حال ذاك الطفل البريء

ببلاد الحرب

بلاد الشرفاء و الأنبياء.

نهضت النقطة من بين السطور

تعثرت بحرف مبتور

ثم قالت بأعلى صوتها:

“قل ما حال العرب؟

هنا نقطة، ونعود إلى السطر.”

تقدمت الفاصلة

تجر خجلها خلف المعنى

تتلعثم بين وجع و وجل

و همست:

“لا زلنا نقاطع الحزن بالنسيان

و نخيط جراح الأوطان

بخيوط البيانات الباردة.”

كانت الكسرة ترتجف

تسكن فوق شفة يابسة

قالت:

“ما عاد للكلمات طعم،

ولا للدمع معنى،

حين تسفك الطفولة على أرصفة النشرات

و يغتال الضمير

في قاعات المؤتمرات.”

جاءت الهمزة من أقصى النسيان،

محنية الظهر كأنها تحمل أوزارنا،

فقالت:

“الحكاية بدأت قبل أن نولد،

ولم تنته بعد،

نحن فقط نعيش مرحلة الفصول المتكررة

 نحترم قواعد البدل

نبدل أسماء الضحايا

و نعيد صياغة الموت.”

تقدم السكون بثقله،

جلس بين السطور كشيخ عجوز،

يراقب الخذلان يتمختر في مشيته،

ثم انفجر صمته:

“ليس كل صمت حكمة،

بعضه قبر مفتوح للحقيقة.”

وقف الضمير وحده،

لا يملك سلاحا إلا صدقه،

فصرخ:

“يا من تتكئون على خطابات مفرغة،

يا من تكتبون بالحبر

و تشربون نبيذ الإنكار

أعيدوا للحق مقعده

و للطفل مهده

و للإنسان إنسانيته.”

و في آخر السطر،

وضعت نقطة من دم لا يجف،

وحمل القلم نفسه

و كتب على الهامش:

هنا كانت حكاية وطن،

وهنا انتهى كل شيء

إلا الألم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى