د.مروة إبراهيم تكتب :الإدارة الرشيدة

محمد دياب
في قرية ساحلية هادئة، جلس صياد بسيط على الشاطئ مستمتعًا بنسمات البحر، وقد اصطاد ما يكفيه من السمك لهذا اليوم. مر به رجل أنيق، يبدو من ملامحه أنه رجل أعمال ناجح، فسأله مستغربًا:
“لماذا لا تظل تصطاد وقتًا أطول لتجمع المزيد من الأسماك؟”
أجابه الصياد: “وماذا سأفعل بها؟”
قال الرجل: “تبيعها، وتكسب مالًا أكثر، ثم تشتري قاربًا، وتوظف صيادين، وتنشئ مصنعًا، وتصبح رجل أعمال كبير.”
فسأله الصياد بابتسامة: “وماذا بعد؟”
قال المليونير: “تتقاعد يومًا ما، وتجلس على الشاطئ تصطاد وتسترخي”
ابتسم الصياد مجددًا وقال: “هذا بالضبط ما أفعله الآن.”
هذه القصة الرمزية تظهر صراعًا خفيًا بين الرضا بالواقع والتخطيط للمستقبل.
لكن، من منظور إداري، لا يمكننا أن نعتمد على الرضا وحده دون تخطيط، ولا أن ننغمس في التخطيط دون وعي بالهدف الحقيقي.
الإدارة الناجحة لا تكتفي بالاستمتاع باللحظة، بل تسأل:
ما الخطر إن تغيرت الظروف؟
هل وضعت خطة بديلة؟
هل هدفي واضح أم أكرر نفس اليوم دون وعي؟
الصياد كان سعيدًا، لكنه دون خطة واضحة لمواجهة التغيرات.
المليونير كان مخططًا، لكنه نسي جوهر الهدف: الراحة والسعادة.
الإدارة الرشيدة توازن بين الرضا عن اللحظة، والتخطيط لمستقبل أكثر استقرارًا، دون أن نضيع العمر نخطط فقط، أو نعيشه بلا رؤية.