الزهرة العناق تكتب: القرآن حياتي

 

اقرأ القرآن

إنه زاد للقلوب، وشفاء للصدور.

افتح مصحفك بقلب يتعطش للهداية، و روح تبحث عن سكينة لا تتبدد.

فليس في الوجود كتاب يربيك كما يربيك القرآن، ولا كلام يهبك الطمأنينة كما يهبها كلام الله.

لنبدأ معا رحلتنا من مشهد يعيد ترتيب معاني القرب والولاية، حين قال تعالى:

“سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها”

فيعلمنا أن الثبات على الحق قد يتهم بالتحول، وأن الهداية لا تقاس باتجاه القبلة، بل بطاعة من أمر بتحويلها.

ثم تمضي الآيات لتغرس فينا أن الله لا يضيع إيماننا، وأن الصلاة ليست جهة فحسب، بل وجهة قلب.

ثم نقرأ عن التقوى، لا كشعار، بل كحقيقة تترجم إلى صبر في المصيبة، و صلاة في العسر، و إنفاق في الشدة، ووفاء بالعهد، و صدق في القول.

و تمضي الآيات لترسم ملامح أمة وسط، أمة شاهدة لا تابعة.

أمة ميزانها القسط، و سلاحها الدعاء، ووجهتها رضا الله لا رضا الناس.

ثم تتوالى التوجيهات بين السطور لنتعلم:

كيف نطهر قلوبنا بطهارة الماء، و نقيم صلاتنا حيثما كنا، و نتعلم بالتدقيق كل الأحكام و التكاليف و التشريعات، من أحكام الصلاة، و الصيام، و الأسرة، إلى تحريم القتل، و الربا، و الزنا، إلى أحكام الدين و الانفاق و الطلاق، و نستقبل الموت و نحن على يقين أن الله بما نعمل بصير.

ثم تأتي الآيات لتربينا على الحكمة في الأمر بالبر:

“أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم”

فلا تكن لسان هداية و يد غفلة.

و في قلب هذا الحزب، تعود قصة بني إسرائيل، حيث يحذرنا الله من قسوة القلوب و النفاق، و الجحود بعد النعم، و من تحويل الدين إلى جدل، و الشرائع إلى مجرد حكايات.

كما تعلمنا أن العلم دون خشية، كمطر يسقط على أرض قاحلة.

ثم نصل إلى آية ذبح البقرة، لنتعلم أن التردد يطيل الطريق، وأن التسويف قد يخرجك من زمرة الطائعين.

فكل مصيبة تصادفك في حياتك ما هي إلا امتحان من الله، لنطهر قلوبنا بالطاعة له، و نسمو بالإذعان لحكمته.

اقرأ القرآن

كي تبعث مع الذين آمنوا، وليس مع الذين نسوا ما ذكروا به.

وكن من أهل القرآن، لا من الذين مرت بهم الآيات كأنها لم تكن.

و لتكن رحلتك مع آيات الله بقلب يقظ، و روح متعطشة، و عقل يتدبر. و لا يكن حظك من القرآن صوتا يتلى، بل نورا يتبع.

كانت هذه رحلتنا الثانية مع سورة البقرة،

و للبقية تتمة بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى